أكدت نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، على ضرورة وضع التحدي المناخي على أجندة العمل الدولي المشرك، والعمل على تحويل هذا التحدي إلى فرصة تنموية، من خلال تعزيز الشراكة الدولية في مجال التغير المناخي بين أفريقيا ودول G7.
وذكرت، الوفي، من العاصمة الإيطالية روما خلال مشاركتها في فعاليات حفل تدشين “المركز الأفريقي للمناخ والتنمية المستدامة”، بالسياق الخاص الذي يأتي فيه هذا اللقاء المشترك أسابيع قليلة بعد انعقاد الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف للاتفاقية الإطار للتغيرات المناخية “كوب 24″، مشيرة إلى ضرورة تفعيل قرارات “كوب 24 “، خاصة فيما يتعلق بمواكبة الدول الإفريقية في التزاماتها بخصوص مواجهة التغيرات المناخية مع التأكيد على ضرورة دعم الدول الإفريقية من طرف الشركاء المانحين.
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت كاتبة الدولة على أن القارة الإفريقية تعد من بين مناطق العالم الأكثر عرضة للآثار السلبية للتغيرالمناخي، إذ تذكر التقارير الأممية أن نحو ثلث سكان القارة يقيمون في مناطق معُرضة للجفاف، بينما يقع جغرافياً ستٌ من كل عشر مدن إفريقية على مناطق السواحل، ما يدفع العديد من المواطنين الأفارقة الى الهجرة والمخاطرة بأنفسهم في سبيل الوصول إلى السواحل الأوروبية هربا من الآثار المدمرة للتغيرالمناخي.
في ذات السياق، ذكرت الوزيرة بالمجهودات المغربية المبذولة في مجال مكافحة التغيرات المناخية التي توجت بإنشاء “مركز الكفاءات تغير المناخ في المغرب”، الذي يعد أرضية لتعزيز قدرات الفاعلين ذوي الصلة في مختلف القطاعات ومحورا للتطوير ونشر المعارف في ميدان التغير المناخي منفتح على البيئة الإقليمية والأفريقية.
كما أن المغرب، تضيف كاتبة الدولة، التزم طوعًا بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري كجزء من نهج متكامل قائم على المشاركة ودعم السياسات الوطنية لإجراءات التكيف.
وبالنظر إلى أوجه التشابه بين أهداف ومهام المركز المغربي للتغيرات المناخية C4 MAROC، والمركز الأفريقي للمناخ والتنمية المستدامة، فقد دعت الوفي كاتبة الدولة كافة الشركاء إلى البحث في سبل التعاون والشراكة بين المؤسستين للجمع بين الجهود وتوحيد الموارد من أجل تعزيز قدرات جميع الأطراف الفاعلين الأفارقة في مجال مواجهة التحدي المناخي، داعية رجاء شافيل، مديرة مركزMAROC 4C، إلى البدء في المشاورات مع قادة الدول الحاضرين لتفعيل هذه الشراكة.
وتجدر الاشارة الى أن هذا اللقاء الذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، عرف حضور سيرجيو كوستا، وزيرالبيئة الإيطالي، وأخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وجوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة التغذية والزراعة الفاو، بالإضافة إلى المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالساحل، إبراهيما تيا، والمنسق العام للمركز الإفريقي للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة، بيير كارلو سانديل، بالإضافة الى عدد من الشخصيات الأفريقية والأوربية الفاعلة في المجال البيئي .