طنجة: كادم بوطيب
على الرغم مما تتميز به عاصمة البوغاز من مواقع سياحية متنوعة ومناظر طبيعية ساحرة، فإن المسؤولين يفشلون في الترويج الجيد لعروسة الشمال، حتى شهدت في الآونة الأخيرة تراجعا كبيرا فى نسب الإقبال السياحى مقارنة بغيرها من المدن السياحية بالمغرب، وخاصة مراكش وأكادير.
وتضم مدينة طنجة فى نطاق حدودها “معابد أثرية ومواقع سياحية تاريخية، كمغارة هرقل، والقصبة، والرميلات، وباب البحر، وفيلا هاريس، وقصبة غيلان، وبرج الحجوي، وباب الفحص، ومارينا طنجة باي، والسوق برا…..، ومتاحف متنوعة، بجانب جمال ذات البحرين والطبيعة والجبل، وسياحة جنسية لكونها تضم عددا كبيرا من البارات والملاهي الليلية ومقاهي الشيشة….، وسياحة أخرى ترفيهية وثقافية.
من ناحيته، قال عبد الاله الأندلوسي رجل أعمال وفاعل جمعوي، وخبير سياحي، إن الأحداث السياسية وعدم وجود رؤية واضحة لتنشيط السياحة فى المغرب، وطنجة خاصة، بالإضافة إلى انعدام الجهود المبذولة لتنشيطها من أهم أسباب الركود السياحى الموجود حالياً في عاصمة البوغاز، خاصة وأن السياحة الثقافية والترفيهية التى تعتمد عليها المدينة منسية بالنسبة لمسؤولي وزارة السياحة، لأن اهتمامهم وجهودهم دائما تكون لسياحة البيزنيس والاهتمام بالمناطق الصناعية والحرة، مضيفاً أن الوزارة لا تبذل جهودا كبيرة لتنشيط السياحة به، زاد من ذلك استقالة مصطفى بوستة، رئيس المجلس الجهوي للسياحة، الذي اشتغل لفترات طويله بمجهوداته الخاصة في غياب أي دعم له من طرف الجهات الوصية على القطاع، وخاصة مجلس الجهة ومجلس المدينة، ورغم ما قيل ويقال عن الرجل فإنه قدم للمدينة الشيئ الكثير، ورحيله كان خسارة كبيرة للمدينة،و رغم أننا مقبلين على انتخابات جهوية لاختبار رئيس جديد للسياحة بالشمال ،لا أحد يمكن أن يعوض كاريزما البريستيج المتزوجة بالمال والسلطة التي يتوفر عليها شخص بوستة وعلاقاته المتشعبة وطنيا وعالميا.
وأضاف الأندلوسي أن السياحة الثقافية والترفيهية غير موضوعة على أجندة وزارة السياحة لعودة المدينة إلى ما كانت عليه قبل عقود.
وأوضح أن هناك العديد من المشاكل فى طنجة يجب حلها لجذب السائح، ومن أبرزها النظافة، والأمن، وحسن الضيافة، والطرق غير الممهدة التي توحي بعدم احترام السائح، كما أن فى الفترة القادمة يأتي أشخاص ضمن المجموعات السياحية الأجنبية لإعداد تقارير لدولهم لتحديد مدى جاهزية المكان لإرسال رعاياها من عدمه، فمنهم يكون تابع لأجهزة الأمن أو شركات التأمين وغيرها من الجهات التى تحرص على راحة وأمن وأمان رعاياها، لذلك يجب أن تكون طنجة دائماً جاهزة، ولكن إدارة الوالي السابق حصاد واليعقوبي رفعت السياحة من أجندتها.
وطالب الأندلوسي وزارة السياحة والوالي القادم للجهة، باستغلال مقومات عروسة الشمال السياحية عن طريق المهرجانات بأنواعها المختلفة، وذلك باهتمام وزارة السياحة بتصوير الأفلام والمسلسلات والبرامج التليفزيونية فى المدينة، لأنه يعد من أهم أنواع الترويج السياحي، مطالبا في الوقت نفسه بترحيل المتسولين و”الشمكارى” الذين أغرقوا المدينة بشكل رهيب.
يشار إلى أن مدينة طنجة عرفت مواسمُ سياحيُّة متعثرُة جدا خلال العقدين الأخيرين،ازدادت تأثرًا بتزامن شهرٍ رمضان مع الصيف لعدة سنوات، سيما بالنسبة إلى السياحة الداخليَّة، بالنظر إلى تفضيل كثيرٍ من المغاربة قضاء الشهر الفضِيل في بيُوتهم، والمضي بعد عيد الفطر إلى قضاء العطلة السنويَّة، ذاكَ ما يؤكدهُ أحد المستثمرين في قطاع الفندقة.
المتحدث ذاته، قال إنَّ المدن السياحيَّة التي ترتهنُ للموسميَّة لكونها تجلبُ الباحثين عن الشاطئ والشمس في الغالب، هي الأكثر تضررًا، على اعتبار أنَّ لا منتُوج آخر فيها، عدا الاصطياف أوْ المجيء نهاية الأسبوع للتبضع، في حين أنَّ هناك حاجةً إلى منتجعاتٍ ومركبَات قادرة على أنْ تؤمن المنتوج على مدار السنة.
وأورد المتحدث أنَّ معظم أصحاب الفنادق بالمغرب، يفضلُون إجراء الإصلاحات خلال شهر رمضان، لكونهم يدرُون أنَّ للمغاربة طقوسًا يفضلُون معها قضاء الشهر في البيت، فيما لا تروجُ الوكالات من جانبها للمنتُوج المتأتِي في المغرب خلال الشهر، ولا تسوق بشكل كاف المغرب باعتباره بلدًا منفتحًا يحترمُ اختيارات السياح، ولا إشكال لهُ مع عباداتهم، وهو ما يجعلُ رمضان ينعكسُ سلبًا على السياحَة.
أمَّا عن الأعطاب التي جعلتْ السياحة تتراجعُ في طنجة، فيلفتُ المتحدث إلى أنَّ السياحة تخضع لتقلبات الظرفيَّة العالميَّة، وما دام المغرب قد راهن على السياحة الدولية، فإن من الطبيعي أن تنعكس عليه التقلبات، الأمر الذِي يفرضُ تقليل الارتهان إلى فئة من الزبناء، والانفتاح عوض ذلك على أسواق بديلة مثل روسيا وبولونيا والبرازِيل والصِّين، وليس الاعتماد على اسبانيا وفرنسا وهولندا…
مسؤول سياحي آخر، قال إنَّ الأحداث الأخيرة في المنطقة جعلت سياحًا أوربيِّين كثرًا لا يميزُون بين المغرب وغيره، وربما قدْ يخالُون أنَّ المملكة على درجةٍ من الاضطراب كتلك التي تعمُّ بلدانًا ثانية، في حين أنَّ الأمور ليستْ كذلك، ويحتاجُون منْ يوصلُ إليهم واقع الانفتاح والاستقرار الموجُود، فضْلا عن العرُوض السياحية المتاحة في المغرب.