بشراكة مع ولاية جهة الداخلة واد الذهب، ومجلس جهة الداخلة واد الذهب، ووزارة الشباب والرياضة، والجماعة القروية أوسرد، وعلى هامش تنظيم المنتدى العالمي كرانس مونتانا، نظمت جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب ندوة وطنية تحت عنوان: الشباب الإفريقي وصناعة السلام والنماء في إفريقيا، الندوة التي تدارس المشاركون فيها الوضع الراهن الذي يعيشه الشباب الإفريقي في بعض الدول التي تعيش حروبا وصراعات مسلحة أو ترعى خطابات متطرفة تحول دون نشر السلام والنماء بالقارة الإفريقية.
وفي كلمة افتتاحية، قال أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة – وادي الذهب، إن هذا اللقاء يأتي لمواكبة شباب مدينة الداخلة ودعم انخراطهم في الفضاء الجيو-استراتيجي الإفريقي، وفي القضايا التنموية المحلية والإقليمية وأضاف الصلاي أن هذه الندوة تهدف إلى مواكبة عمليات إسهام الشباب في تنشيط الحوار الدبلوماسي في ما بين الشعوب الإفريقية، وتعميق التفكير في قضايا التنمية والأمن والاستقرار بالقارة، وأن الشباب يمثل القوة القادرة على مواجهة العنف والتطرف وكل السلوكيات المنحرفة حتى تصبح القارة الإفريقية مصدرا لتثمين الثروة اللامادية التي يمثل فيها الشباب النسبة الأكبر في الهرم السكاني.
وقد تطرق يحيى الدد، رئيس منتدى الجمعيات الشبابية والثقافية بموريتانيا والمدير الناشر لوكالة نواذيبو الإخبارية ومهتم بقضايا الشباب والهجرة في منطقة الساحل إلى السبل الكفيلة بأن يتمكن الشباب الأفريقي من ان يصبح فاعلا في صناعة السلام والآمن. وأشار في مداخلته إلى ضرورة توحيد المفاهيم المتعلقة بالشباب والسلم لنتمكن من وضع استرتيجية إفريقية ناجعة، وخلص يحيى الدد إلى أن كل الاستراتيجيات التي تستهدف القضاء على العنف لا يمكنها أن تكون ناجعة إلا إذا تم العمل على تمكين الشباب الإفريقي من العدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين، واحترام قيم وقواعد الديمقراطية التشاركية.
من جانبه، استعرض أكشاط عبد الغاني، مندوب مكتب تنمية التعاون بجهة العيون جنوب المغرب، تجربة المكتب في خلق مناصب الشغل عبر تأسيس التعاونيات المهنية والحرفية، ودور التكوين المستمر لأعضائها في تنمية القدرات وخلق مبادرات التشغيل الذاتي لمحاربة البطالة التي يعاني منها نسبة مهمة من الشباب، والتي تعتبر سببا من أسباب انتشار الأفكار المتطرفة والعنف في أوساطهم. وأبرز أكشاط بأن القطاع التعاوني بالمغرب يضم ما يقارب حوالي 200 ألف متعاون، ويمثل 5 بالمئة من الساكنة النشيطة، وأكد المتدخل بضرورة تعميم هذه التجربة في أوساط الشباب الإفريقي كآلية يعتمد عليها مرحليا لتشغيل الشباب وتجنيبهم خطر الإرتماء في أحضان العنف والتطرف المحلي والعابر للقارات، ومخاطر الهجرة والعمل على تحسين اداء التعاونية لتوفير مناصب للشغل.
وبدوره، أكد عبد الصمد وسايح، الفاعل الجمعوي ورئيس المجلس الجهوي للمجتمع المدني الدار البيضاء – سطات، أن المغرب راكم تجربة كبيرة في مجال محاربة العنف والتطرف، من خلال تركيزه على مقاربتين، الأولى أمنية والثانية مبتكرة تتمثل في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى إحداث مناصب الشغل عبر تمويل أنشطة مدرة للدخل وأخرى جمعوية تكوينية وتثقيفية وتحسيسة لفائدة الشباب، ومحاربة الفكر المتطرف لديهم بفكر بديل يؤمن بالإختلاف والتنوع، ويدمج هذه الفئة في جهود إرساء الديمقراطية التشاركية التي أسس لها الملك محمد السادس.
وأكد وسايح بأن هذه التجربة يجب تدارسها بين الشباب الإفريقي واعتبارها نموذجا تنمويا يجب تبنيه من طرف الإتحاد الإفريقي لتحقيق الأهداف الأممية في مجال محاربة ومواجهة التطرف العنيف والتطرف ضد الذات الذي يمارسه الشباب الإفريقي ضد نفسه حالما بعيش أفضل في القارة الأروبية التي في الأصل تستنزف خيرات القارة السمراء.
و في اليوم الموالي، نظمت الجمعية مائدة مستديرة مع نفس الشركاء حول الوضع السياسي المغاربي وآفاق مائدة جنيف الثانية حول الصحراء، وذلك لتدارس مخلفات الربيع العربي الذي لم تنجو منه المنطقة المغاربية، والأحداث الراهنة، ثم تطورات قضية الصحراء المغربية والنزاع المفتعل حولها.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، بعد استعراضه للوضع بالمنطقة المغاربية والتحولات التي تعرفها على ضرورة الانفتاح بين الدول المغاربية وتبني استراتجية التعاون جنوب-جنوب التي يعمل عليها المغرب في السنوات الأخيرة، والاعتماد على الشباب بشكل كبير في تصميم وهندسة وتنزيل المشاريع التنموية، وأفاد أنه سيتم تنظيم ورشة دولية بين الشباب المدني الإفريقي في الشهور القادمة لرسم مخططات استراتيجية قارية لمواجهة العنف والتطرف في القارة العجوز.