نظمت الوزارة المكلفة بالصيد البحري، بتعاون مع البحرية الملكية، والدرك الملكي، والقوات الملكية الجوية، والوقاية المدنية، تمرينا ميدانيا في البحث وإنقاذ الأرواح البشرية في البحر، بعرض سواحل ميناء طنجة المدينة، وذلك في الفترة من 24 إلى 26 أبريل 2019.
وأفادت الوزارة المكلفة بالصيد البحري، في بلاغ لها توصل موقع “المستقبل” بنسخة منه، أن هذا التمرين يرتكز على عملية إنقاذ واسعة النطاق، تتجلى في إجلاء 50 راكبا على متن سفينة لنقل الركاب توجد في وضعية حرجة نتيجة تسرب المياه إلى داخلها. ولهذا الغرض عمد المنظمون إلى استخدام وسائلهم المتخصصة لإنقاذ وإجلاء الركاب جوا و بحرا.
وأوضحت الوزارة أن هذا التمرين يمكن من اختبار قدرات الهيآت المتدخلة في مجال إنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر في عرض البحر، وكذا مدى توليهم واستعدادهم للتكفل بهم على الصعيدين الطبي والإداري، فور نقلهم إلى الميناء. وأضافت أنه على ضوء هذا التمرين، يتمكن جميع المشاركين من تطبيق آليات تدبير وتسيير عمليات البحث والإنقاد الكبرى والمعقدة، والتي سنتها المنظمة البحرية الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي.
كما يسعى هذا التمرين إلى تحسين مستوى التنسيق بين مختلف الفاعلين في هذا المجال والاستخدام الناجع والعقلاني لوسائل الإنقاذ البحرية والجوية وكذا البرية. وهي فرصة جديدة لتدريب طواقم وحدات الإنقاذ البحرية والجوية على هذا النوع من العمليات الصعبة.
وكشف البلاغ أنه تبعا لتوجيهات وتوصيات المنظمة البحرية الدولية الرامية إلى النهوض بالتعاون الدولي والجهوي في مجال البحث وإنقاذ الأرواح البشرية في البحر، حضر فعاليات هذا التمرين، عدد من ممثلي المصالح المكلفة بالإنقاذ البحري ببعض دول شمال وغرب إفريقيا (الرأس الأخضر والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وساحل العاج ونيجيريا وغانا وليبيريا وكونغو برازافيل)، وكذا بعض الدول الأوروبية (إسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والسويد وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية).
ويعتبر هذا الانفتاح تعبيرا عن الدور الطلائعي الذي يلعبه المغرب في مجال تنسيق عمليات البحث والإنقاذ على الصعيد الجهوي، لاسيما منذ توسيع مهام المركز الوطني لتنسيق البحث والإنقاذ البحري ليشمل المنطقة البحرية الممتدة من المغرب إلى غينيا بيساو طبقا لمخطط الإنقاذ العالمي الذي تم إرساؤه من طرف المنظمة البحرية الدولية.
وعلى هامش هذا التمرين، تم تنظيم ندوة حول إبراز المفهوم المعقد للإنقاذ الشامل في المياه البحرية، والتي قام بتنشيطها خبراء في هذا المجال، ينتمون إلى الفيديرالية الدولية للإنقاذ البحري، للاستفادة من خبرتهم ومعرفتهم بهذا الموضوع الهام بالنسبة للبلاد التي تعرف مياهها البحرية كثافة في النقل البحري الخاص بالمسافرين.