نجح فيلم “مسعود وسعيدة وسعدان” في الوصول إلى 200 ألف تذكرة منذ عرضه بالقاعات السينمائية في 30 يناير 2019، وهو وقت قياسي جديد يحققه فيلم مغربي.
فرغم قلة دور العرض مازال “مسعود وسعيدة وسعدان” يحقق إقبالا جماهيريا كبيرا، بعد مرور 8 أسابيع على عرضه، ما يعني أنه تمكن من إعادة الجمهور إلى القاعات السينمائية ومصالحته مع الإنتاج الوطني.
والأرقام التي حققها الفيلم تؤكد بالدليل القاطع أن القاعات السينمائية المغربية مازالت لم تفلس بعد، كما تثبت أن الجمهور المغربي ما زال مستعدا لارتياد القاعات السينمائية، شرط أن تعرض أفلاما تحترم ذوقه وذكاءه، وتقدم له الفرجة التي يرى فيها نفسه وترفه عنه.
تحقق نجاح الفيلم بفضل حب الجمهور للسينما المغربية وتشجيعه لها، ثم بفضل سياسة التوزيع ووسائل الإعلام التي واكبت مشكورة عرض الفيلم في القاعات، كما يرجع الفضل أيضا، في هذا النجاح إلى طبيعة موضوع الفيلم وحرفية المخرج والتقنيين المغاربة، وحسن أداء الممثلين الذين كان لهم، أيضا، دوركبير في نجاح الفيلم.
هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود الجميع، بدءا من المنتج الذي دخل الإنتاج الفني عن معرفة ودراية واسعتين، ثم المخرج الذي اكتسب تجربة واسعة بعد النجاح التاريخي الذي حققه فيلمه الأول “الطريق إلى كابول”، والموزعة التي عودتنا على تصدرها شباك التذاكر المغربي، ودفاعها المستميت على المنتوج الوطني، ثم الممثلين الذين يعدون من خيرة نجوم الكوميديا بالمغرب، وهم عزيز داداس، محمد الخياري، والبشير واكين، وعبد الخالق فهيد، ومحمد باهزاد، وصالح بن صالح، وأحمد يرزيز، ورفيق بوبكر، وراوية، وكريمة وساط، ثم كليلة بونعيلات، وعمر لطفي، وعبد الرحيم المنياري، وعصام بوعلي وزهور السليماني …وآخرون.
للتذكير، فإن أحداث الفيلم الروائي الطويل، الذي أخرجه إبراهيم شكيري، تسرد قصة مسعود (عزيز داداس) العائد إلى الحي الذي كان يقطن فيه، بعدما قضى سنوات طويلة في السجن، ليتفاجأ بتغيرات كثيرة لم يكن يتوقعها، باستثناء حانة كان يرتادها، قبل اعتقاله، ظلت على حالها.
تتوالى الأحداث متسارعة، قبل أن تطلب صديقة قديمة (راوية) من بطل الفيلم، (مسعود) البحث عن ابنتها (سعيدة) كليلة بونعيلاتت، التي تركتها بمدينة الداخلة، لدى أحد أفراد عائلتها.
بعد رحلة طريفة مليئة بالمغامرات يعثر “مسعود”على “سعيدة” تعمل مغنية، بأحد فنادق المدينة، حيث تقودها الصدفة إلى مفتاح خزينة مليئة بالمال، تعود إلى مافيا خطيرة. وخلال لقائها بـ”مسعود” تفقد سعيدة المفتاح الذي يتلقفه قرد يدعى “سعدان”.
أمام هذا الوضع تقرر سعيدة الهرب مع مسعود، رفقة سعدان من العصابة، لتبدأ رحلة أخرى مشوقة مليئة بالمغامرات.
الشريط الذي تستغرق أحداثه 140 دقيقة، جرى تصويره بين الداخلة ومراكش، بنفس الطاقم التقني الذي صور “الطريق إلى كابول”.