اعترفت شركة واتساب، يوم أمس الثلاثاء 14 ماي الجاري، أن قراصنة إنترنت استغلوا ثغرة أمنية في التطبيق، نفذوا من خلالها لزرع برمجية للتجسس على الهواتف المحمولة.
وكانت صحيفة فاينانشال تايمز أول من لفت الأمر إلى وجود هذه الثغرة، وقالت الشركة إنها أصلحت في آخر تحديث للتطبيق.
لكن قبل ذلك، تمكن الهاكرز من التسسل لداخل هواتف الناس من أجل تحميل برمجية خبيثة على الهواتف من خلال الاتصال بالشخص المستهدف الذي يستعمل واتساب.
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن أحد التجار في هذا النوع من برمجيات التجسس قوله إن البرمجية طورتها شركة غير معروفة مقرها في إسرائيل تحمل اسم “مجموعة أن إس أو” (NSO Group).
وتقوم هذه الشركة بمساعدة حكومات من الشرق الأوسط وحتى المكسيك بالتنصت على معارضين وناشطين وصحافيين. وقال باحثون في مجال الأمن السيبرنيكي إن الشيفرة الخبيثة تحمل أوجه تشابه مع تقنيات أخرى طورتها الشركة.
وتم اكشاف أمر برمجية التجسس التي استهدفت أجهزة أندرويد وآيفون وغيرها بالمثل، في وقت سابق من هذا الشهر، وقالت واتساب إنها سارعت إلى إصلاح الثغرة في أقل من 10 أيام.
ومن جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم الشركة إنها “تشجع الناس على الحصول على أحدث نسخة من التطبيق، وكذلك تحديث نظام تشغيل هاتفهم المحمول باستمرار، لحمايتهم من أي برمجيات خبيثة مصممة للعبث بالمعلومات المخزنة على الأجهزة المحمولة”.
ولم تجب الشركة على سؤال حول عدد المستخدمين الضحايا الذين استهدفتهم تلك البرمجية الخبيثة مباشرة، أو تأثروا بها، واكتفت بالقول إنها أبلغت السلطات الأميركية بالأمر.
وتضاف هذه المشكلة إلى سلسلة مشكلات تواجهها الشركة الأم فيسبوك، إذ يعتبر هذا الاختراق هو الأحدث في سلسلة من القضايا المثيرة للقلق لدى فيسبوك. فقد واجهت انتقادات شديدة لأنها سمحت لشركات أبحاث بجمع بيانات مستخدميها. كما أن شركة فيسبوك تباطأت كثيرا عن الرد على استخدام روسيا المنصة وسيلة لنشر معلومات مضللة خلال حملة الانتخابات الأميركية عام 2016.
وحول موضوع من يكون وراء هذه الاختراقات، قالت الشركة إن برمجية التجسس الأخيرة متطورة ولا يمكن أن تكون متاحة “سوى لجهات فاعلة متقدمة للغاية ولديها دافع كبير لاستخدامها”، مضيفة أنها “استهدفت مجموعة مختارة من المستخدمين”.
وأضافت أن “هذا الهجوم يحمل كل السمات المميزة لشركة خاصة تعمل مع عدد من الحكومات في جميع أنحاء العالم”، وفقاً للتحقيقات الأولية، لكنها لم تذكر اسم الشركة.
للإشارة فإن 1,5 مليار شخص يستخدمون تطبيق الواتساب حول العالم.