عقدت اللجنة المنظمة للمهرجان الوطني للفنون الشعبية ندوة صحفية مساء يوم الجمعة 17 ماي 2019 بالقاعة الكبرى للمجلس الجماعي بمراكش لتقديم الخطوط العريضة التي تميز الدورة 50 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
في مستهل مداخلته، أشار عز الدين كارا، مستشار وزير الثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- أن الدورة الحالية للمهرجان التي تنظم تحت شعار “الثروة والتنوع في التراث الثقافي الوطني”، تكتسي رمزية خاصة لمرور نصف قرن على ميلاد هذه التظاهرة التراثية المتميزة التي تعكس الوجه الحضاري العريق لبلدنا المغرب.
مضيفا في السياق ذاته أن وزارة الثقافة والاتصال تولي هذا المهرجان عناية كبيرة للارتقاء بمستواه الفني والتنظيمي انطلاقا من نتائج عمليات تقييم الدورة السابقة، حيث سيتم العمل على تجاوز بعض الملاحظات التي تم تسجيلها سابقا، والمساهمة بشكل فعلي في تدشين مرحلة جديدة تبصم على منحى تصاعدي، مؤكدا أن وزارة الثقافة والاتصال تعكف على إعداد ملف تصنيف المهرجان الوطني للفنون الشعبية من طرف اليونسكو كتراث إنساني.
من جهته، أشار محمد الكنيدري، رئيس جمعية الأطلس الكبير، أن الدورة الحالية التي ستنظم في الفترة الممتدة ما بين 2 و6 يوليوز 2019 ستعرف مشاركة 600 فنانا ممثلين ب40 فرقة فلكلورية، 25 فرقة منها ستقدم عروضها بالمعلمة التاريخية لقصر البديع، و15 فرقة أخرى بساحة جامع الفنا، ساحة الحارثي، واحة المصلى، والمسرح الملكي، كما ستتم استضافة فرق فلكلورية دولية تمثل قارات المعمور وهي: فرقة lesSlaves من أوكرانيا، فرقة Yuechi من الصين، فيما القارة الإفريقية ممثلة بفرقة Drapo Africa من السنغال وفرقة Nejma من الجزائر، بالإضافة إلى فرقة للفنون الشعبية من أمريكا.
وأضاف محمد الكنيدري أن انتقاء الفرق المشاركة تم بناء على نتائج عمل محكم أشرفت عليه لجنة مختلطة مكونة من الإتحاد الوطني للفنون الشعبية، وفدرالية الفنون الشعبية، وجمعية الأطلس الكبير، حيث استقر الاختيار على أجود الفرق الشعبية على الصعيد الوطني، وستكون إقامة هؤلاء الفنانين في ظروف جيدة، بحيث لأول مرة سيتم إيواؤهم بفنادق وإقامات مصنفة، مضيفا أنه سيتم عقد ندوة علمية دولية حول موضوع ” الايماءات والنصوص والموسيقى الإفريقية المغربية: التأثيرات والالتقاءات” بمشاركة نخبة من الباحثين الأكاديميين والإعلاميين، منوها بمجهودات محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، للارتقاء بالمهرجان ومتابعته المتواصلة لبرنامج الدورة.
في سياق متصل، أشار عزوز بوجميد، المدير الجهوي للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- مراكش أسفي، أن المحافظة الجهوية للتراث الثقافي تعكف على إخراج مشروع توثيقي مهم يتمثل في جرد التراث الثقافي وإنجاز منوغرافية ثقافية وتراثية على صعيد الجهة، مما سيكون له الأثر الإيجابي في حفظ الذاكرة الجماعية وتكوين بنك معلومات ثقافية مهمة تسعف على تعميق البحث والدراسة.
وتفاعلا مع مجريات الندوة، أشار الزملاء الصحفيون ممثلو مجموعة من المنابر الإعلامية الجهوية والوطنية إلى عدد من الاقتراحات المهمة، من بينها إحداث كتاب توثيقي يتضمن أهم المقالات الصحفية التي ستكتب حول المهرجان باللغات: العربية، الفرنسية والإنجليزية، وكذا تثمين التجارب والمدارس الاخراجية التي تعاقبت على تنظيم المهرجان، ورد الاعتبار لمجموعة من رواد الفنون الشعبية، والانفتاح على الناشئة لضمان الاستمرارية.