أخبار عاجلة

التشكيلية خديجة أكناش تطالب بفك الحصار على فناني المدرسة العليا للفنون الجميلة وإعطائهم معادلة لدبلوم التخرج

 

عبد اللطيف اقجي

نواصل معكم سلسلة حوارات مع المثقفين الذين لهم وقع ثقافي وأثر مجتمعي في كل مكونات الحقل الثقافي.
اخترنا لكم، اليوم، أستاذة الفنون الجميلة خديجة أكناش، فاعلة جمعوية ومؤطرة لعدة فعاليات ثقافية، فتحت لنا قلبها واعتبرت حوارنا معها فرصة أبدعت فيه لوحة جديدة ألوانها من حروف تنطق بما بينها من معاني سلسة بعمق التجربة وبعد النظر في إطار شمولي للأشياء.

المستقبل :ورقة تعريفية لتقريب الصورة من مثقفي الجريدة.
أكناش: خديجة أكناش من أصول وزانية ومن مواليد ضواحي مدينة أكادير، من ساكنة الدار البيضاء ولدي اقامة دائمة بالديار الإيطالية، خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة وحاصلة على دبلوم فن الطباعة والإشهار، ودرست فن التصوير الفوتوغرافي والسيراميك بالطين، وأيضا فن الزريبة الفنية للديكور الداخلي، احترفت تدريس الفنون مباشرة بعد تخرجي من المدرسة العليا للفنون الجميلة كأستاذة للفنون التشكيلية لكل الفئات العمرية ولذوي الاحتياجات الخاصة.

المستقبل :ما رأيك في واقع الفنون الجميلة في المغرب والعالم العربي؟
أكناش: أعتبر الفنون الجميلة من العلوم العالية التي تهذب الروح والنفس وتصقل الذوق وتنمي قدرات ذهنية للتركيز للسمو بالإنسان إلى درجات عالية من الرقي.
وحاليا واقع الفنون الجميلة بالمغرب في تطور مستمر لخلق فضاءات تحتوي على مدرسين يرغبون بتعلم الفن، وأيضا بإقامة معارض فردية أو جماعية عبر ربوع المملكة، إلا أن ميدان الفنون التشكيلية لا يخلو من متاعب ومشاكل ولوبيات ككل الميادين التي تكافح للصمود. ومع أن الفنان يعرض لوحاته، والإقبال متوفر على قاعات العروض، فإنه لا يبيعها، لهذا أطلب من عشاق الفن تشجيع الفنان وفتح مجال العروض بشروط في المتناول، وأيضا بشراء اللوحات كتشجيع لمجهودات الفنانين.
على الصعيد العربي، الفنون التشكيلية في تقدم ملموس، وهناك مسابقات ومعارض دولية عربية، وشراكات في الميدان الثقافي نلمس منه خيرا للسمو بهذا الفن الجميل.

المستقبل :هل للفنون الجميلة وقع أخلاقي في نفوس المهتمين بها؟
أكناش :طبعا الفن التشكيلي هي مادة علمية تهدئ الروح وتصقل المستوى النفسي لمن يقوم بها، والتشكيل هو مادة علمية يوصي بها الأطباء النفسانيين في دول متقدمة كمادة تهدئ النفس وتساعد على تحفيز الذاكرة للإبداع الروحي أولا، ثم الإبداع الفكري الذي يوصل إلى إبداع بالأنامل ليصل المنهمك في الرسم إلى إبداع حي يعجب مشاهديه ويزيد من تحفيز الفنان للعطاء المستمر، وأيضا يسمو بقدراته لخلق جو من التوازن النفسي.

المستقبل: هل للتربية التشكيلية مستقبل في المغرب؟
أكناش: نعم للتربية التشكيلية مستقبل كبير في المغرب وذلك أن الفنانين يعملون على قدم وساق من أجل إظهار هذا الميدان مستقبليا، فهناك ورشات عديدة تقام داخل مؤسسات وخارجها عبر جداريات تزين فضاء الأحياء لجذب انتباه المارة بجمالية الألوان وحركية الخطوط في إبداع فنانين استطاعوا العطاء مقابل رسم بسمة وفرحة على شفاه وعيون عابري السبيل.

المستقبل: ما علاقة الشعر بالفنون الجميلة؟
أكناش: للشعر حركية في منظور التصور الحسي يستقطبها الحرف بلون يتماشى مع الموضوع، فالشعر بلون الحروف يزركش الكلام ويستهدف الإحساس، كذلك الرسم يلون فضاء اللوحة ويستهدف موضوعا ما عبر حركية الخطوط وتجليات اللون عبر الظلال والضوء، فهناك لوحة تستقطب انتباه المشاهد فقط لأن فيها ألوانا تعجبه وتدخل الفرح بعينيه قبل الروح والوجدان، وهناك لوحة يتلقاها مشاهد في حالة نفسية معينة يستوعبها حسب إدراكاته ووعيه وإحساسه بالحركة واللون الذي يتماشى والحالة النفسية التي هو بها لحظيا.

المستقبل : ماهي نصيحتك لوزارة الثقافة من جهة وللمجالس المنتخبة من جهة أخرى؟
أكناش : لن أقدم نصيحة لرؤساء في مناصب تعلو قيمة فأهل مكة أدرى بشعابها، لكن باعتباري فنانة عاشت في الساحة الفنية التشكيلية لأزيد من 30 سنة، وسايرت موكب اللون وفضاءات العروض، أطالب الوزارة، أولا، بفك الحصار عن الفنانين الذين درسوا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة وإعطائهم معادلة لدبلوم التخرج، فخريجي هذه المدرسة، وأنا منهم تخرجت سنة 1991، لانزال نطالب الوزارة بشهادة المعادلة لثلاث سنوات أو أربع سنوات تمدرس بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بعد الباكالوريا، وهذا أقل ما يمكن للوزارة أن توفره كحق مشروع وليس كمطلب. وأيضا أطالب، بحكم أنني كنت أستاذة لسنوات عديدة تقارب 30 سنة، إعادة النظر في قرار 1942 بشأن رواتب أساتذة الفنون الموسيقية والرسم بالمعاهد كمطلب مستحق. وأرجو،كذلك، المجالس المنتخبة بمساعدة الفنانين وإعطائهم فرصا بالتساوي لا بالمحسوبية لدمجهم في

فضاءاتهم الثقافية برواتب تشرف الفنان وترفع لها الرؤوس فخرا بأساتذة يعلمون جمال السمو برقي الأخلاق والروح.

المستقبل: ما هي الإكراهات التي تتعرض لها كل فنانة تشكيلية؟
أكناش :هناك لوبيات ومحسوبية في الأوساط الفنية يتعرض لها فنانون مبتدؤون ليست لديهم تجربة كبيرة وينساقون مع التيار، سواء كان هادفا أم لا. وأنا شخصيا لم أتعرض لأية إكراهات لحد الساعة لأن لي شخصية قوية وشروط أفرضها قبل أي عرض، وأختار لنفسي المكان المناسب في الزمن المناسب وأنسحب عندما أحس أن الزمكان لا يليقان لمستواي الفني.

المستقبل: كلمتك الأخيرة لعموم المواطنين بخصوص الفنون الجميلة.
أكناش: أنصح المغاربة بتوجيه أبنائهم لتعلم الرسم، فهو ينمي قدرات الأطفال الإبداعية ويزيد من تركيزهم، وينمي الذوق والحس. كما أقول للمغاربة إن بمقدورهم شراء لوحة عوض شراء مجموعة من الأشياء يراكمونها في زوايا البيت ولا تستعمل، فالجمال في أبسط الأشياء أحيانا والرقي بأغلى ما تعطيه أنامل فنان، كما أنصحهم بزيارة المعارض، فلربما يلمسون اللوحة بأرواحهم لا بأبصارهم.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

“تيك توك” تنظم أول قمة حول الصحة النفسية في المغرب لتعزيز الرفاه الرقمي للشباب

نظمت منصة “تيك توك” أول قمة لها حول الصحة النفسية في المغرب، حيث اجتمع خبراء، …