رباب السويحلي
وفقا للعادات المغربية والتقاليد الموسمية التي تصاحب شهر رمضان وأواخره، يلجأ العديد من المواطن المغربي إلى مهن محددة لقضاء حاجياتهم بما يتوافق مع الاحتفال بيوم العيد.
ويعتبر هذا الإقبال المتزايد استثنائيا من الناحية الاقتصادية، حيث إن مهنا تعيش أزهى أيامها في الشهر الفضيل، عكس أخرى التي تعاني من الشلل بسبب ضعف الإقبال عليها.
ولعل من أبرز هذه المهن التي تنتشر في الأيام الرمضانية نذكر على سبيل المثال: محلات بيع الملابس والأحذية، وخاصة ملابس الأطفال، التي تنهال العائلات عليها لاقتناء أجمل الملابس لأطفالها، للتباهي بها أمام أقرانهم صباح يوم العيد، فبالرغم من أن بعض المحلات تجد أن هذه الفرصة ثمينة للرفع من الأسعار والربح المادي، إلا أن العائلات تراهن على التخفيضات التي يجريها التجار في الأيام الأخيرة من رمضان.
ولا ننسى أيضا محلات الخياطة التي تعرف بدورها رواجا ضخما بما عهدته التقاليد المغربية التي تعتبر رمزا للنخوة والأصالة المغربية، والتي تزيد من جمالية المرأة بشكل مغاير عن باقي الأزياء والملابس التي عهدتها في الأيام العادية، ولهذا تلجأ النساء بشكل مكثف على الخياطات والخياطين لتصميم جلابات وقفاطين ووضع عليها لمسات من الجوهر والطرز المتنوع، وأيضا لا ننسى الرجال الذين هم أيضا يتوافدون على محلات بيع الجلالب لاختيار ما يناسبهم.
ولا يمكن أن تمر فرحة العيد بدون أطباق متنوعة من الحلويات المغربية الأصيلة، حيث تشهد محلات الحلويات إقبالا كثيفا غير مسبوق من الصائمين قبيل حلول عيد الفطر، والتي أصبح يفضل أكثرهم شراءها من المحلات عوض إعدادها في المنزل، بسبب الانشغالات الكثيفة في الأيام الأخيرة من رمضان، وبالإضافة إلى وضعية النساء العاملات التي لا تسمح لهن بإعداد وصنع الحلويات.
وبعدها يأتي دور الحلاق (ة) الذي لاينام ليلة العيد بسبب الطوابير الطويلة الواقفة أمام باب الصالون في انتظار التغيير من تسريحة الشعر أو الرجوع إلى التسريحة القديمة التي كان بها قبل دخول رمضان.
في حين نجد مهنا أخرى تعيش على حافة الانهيار خلال شهر الصيام كالمقاهي والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة، بسبب ركود حركة الزبائن، وعدم إقبالهم على المهن التي لها علاقة بالاستهلاك والأكل في نهار رمضان، فبالتالي يعمد عدد من أصحاب المقاهي إلى إغلاقها طيلة الشهر الفضيل، بسبب النقص الواضح في عدد زبائنها، ويستغلون فترة التوقف من أجل إجراء عمليات الترميم والإصلاح، أو ترتيب وتجديد ديكورات محلاتهم بغية استئناف أنشطتهم التجارية بعد شهر الصيام.