شهدت الجزائر، منذ الأربعاء، تطورات مُتسارعة في مُطاردة رموز النظام السابق، وعلى مدار 48 ساعة كاملة شهد ما يُعرف اليوم بـ “نادي أثرياء الجزائر”. ويستقبل” سجن الحراش ” وافدين من الوزن الثقيل.
لعل أبرز نزلاء سجن الحراش هم رئيسا الوزراء السابقان أحمد أويحي وعبد المالك سلال وأيضا وزير التجار الأسبق عمارة بن يونس ورجل الأعمال البارز محي الدين طحكوت. ، كما تم حبس الجنرال المتقاعد على غديري بتهم تقليد أختام وتزوير استمارات الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها في أبريل الماضي قبل أن تلغيها الاحتجاجات الشعبية.
وأجمع مُتتبعون للمشهد السياسي في الجزائر على أن اعتقال كل من أويحي وسلال، وإيداعهما السجن بتهم “فساد” مُدوية سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القضاء الجزائري.
توافد المئات من المواطنين للمناطق المجاورة لسجن الحراش للاحتفال بهذا اليوم التاريخي الذي وصفه نُشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ب “يوم من أيام الله الخالدة”.
ومن المنتظر أن يمثل أمام المحكمة العليا، وزراء النقل السابقون على غرار عمار تو وبوجمعة طلعي وعمار غول وهو رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، ووزير المالية السابق كريم جودي ووزير الفلاحة عبد القادر بوعزقي، ووزير الموارد المائية السابق حسين نسيب، بتهم منح امتيازات غير مبررة وإساءة استغلال المنصب الوظيفي، واستعمال أموال عمومية بشكل غير مشروع.
ويتابع أيضا كل من والي العاصمة الجزائرية عبد القادر زوخ والوالي الحالي لولاية البيض جنوب غربي الجزائر محمد جمال خنفر بنفس التهم.
وتوافد المئات من المواطنين للمناطق المجاورة لسجن الحراش للاحتفال بهذا اليوم التاريخي الذي وصفه نُشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ب “يوم من أيام الله الخالدة”.
وهذا مؤشر على التأييد الشعبي العريض الذي تحظى به حملة مُكافحة الفساد التي شملت اعتقال مسؤولين بارزين.
وتظاهر الجزائريون يوم الجمعة معلنين تأييدهم لمطاردة ” أباطرة الفساد ” ومؤكدين تمسكهم بمطلبهم القديم بإبعاد جميع رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة من إدارة المرحلة الانتقالية.
وحمل متظاهرون في الجزائر العاصمة لافتات كتب على بعضها “سجن الحراش يقول: هل من مزيد؟”، واختصرت لافتة متميزة العملية بهذه العبارة”بنيتو الحباس.. تدخلوها كاع” ب معنى: لقد بنيتم السجون وآن الأوان أن تقيموا فيها!