الأحزاب تنشأ صغيرة وتبدأ في النمو تدريجيا مع تراكم النضالات واستقطاب الأنصار. لكن حزب البام ولد كبيرا، فها سيبدأ في الصغر تدريجيا مع تراكم الانقسامات؟
لما يدور في “حزب البام”، إعلانا عن نهاية بنشماش على “رأس الجرار”، خصوصا أن كل القيادات والمنسقين الجهويين صاروا في الجهة الأخرى بتيار “المستقبل” ينتظرون موعد المؤتمر لإسقاطه.
المعارضون ل ” بنشماس” قد قضوا يوم الجمعة 14 يونيو ينتظرون حكما قضائيا، يخول لهم عقد اجتماع اللجنة التحضيرية الثانية بأكادير، لأنه تقدم بشكوى استعجالية لدى المحكمة الإدارية هناك لمنع عقد ذاك الاجتماع.
ولسوء حظه، خسر حكيم بن شماس الأمين العام لحزب البام هذه المعاركة القانونية اتجاه اللجنة التحضيرية بعدما رفضت محكمة أكادير الابتدائية، الدعوى والطلب الاستعجالي الذي تقدم به من أجل الإيقاف الفوري ومنع الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية التي دعا إليه “سمير كودار” المزمع عقده يوم السبت بأكادير.
وأزم هذا القرار وضعية بن شماس أكثر داخل “البام”، حيث اعتبر صفعة قوية له، وانتصارا كبيرا لمعارضيه، ما زاد من حدة النزيف الداخلي، الذي يعيشه حزب “الجرار” مؤخرا.
ورغم خسارته للدعوى، أصدر بنشماس بيانا يستنكر فيه ما يتم الإعداد له، وقال في بيانه إن “اجتماعات أكادير تؤشر على انحرافات وانزلاقات تنظيمية وقانونية جسيمة”.
لكن اللجنة التحضيرية برئاسة كوادر، مزهوة بالنصر في هذه المعركة القضائية التي زج فيها بنشماس نفسه، مضت في عقد اجتماعها.
حاول بعض العناصر “المحسوبين” على الأمين العام الدخول إلى قاعة الاجتماع ربما لنسفه أو إحداث البلبلة، واستعان المنظمون بالشرطة لمنعهم. هم يعتبرونهم غرباء على الحزب، وبنشماس قال عنهم إنهم أعضاء منعوا من الدخول.
ويتزايد الانضمام إلى “تيار المستقبل”، الذي يضم أعضاء بارزين في المكتب السياسي، ويتعزز مع الوقت حيث التحقت باللقاء المنظمة الديمقراطية للشغل، بقيادة زعيمها علي لطفي وبعض الأعضاء الآخرين.
لن تقنعنا لا فاطمة الزهراء المنصوري ولا بنشماس بصدق الحرص على الالتزام بميثاق الحزب وقرارات مؤسساته الشرعية، فهذا الكائن السياسي، ولد عجيبا، وسينتهي عجيبا، فطوبى للمنتفعين.
وخرجت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، عن صمتها في هذه الأزمة التي يعيشها حزب الجرار، وشجبت القرارات الصادرة عن بنشماش، وعلى رأسها قرار طرد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية، ومحمد أودمين، المنسق الجهوي لجهة سوس ماسة، مؤكدة أنهما “لم يقوما بما يستوجب مباشرة قرار الطرد، الذي لا يعدو كونه قرارا انتقاميا لا يتوفر على أساس قانوني، على اعتبار أن المجلس الوطني الذي ترأسه هي “هو أعلى هيئة داخل الحزب، بعد المؤتمر الوطني، بناء على ما للمجلس الوطني من اختصاصات يحددها النظامان الأساسي والداخلي”.
سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية الذي كان قد صرح أن قرار طرده من طرف بنشماس لا يعنيه كونه ليس صادرا عن الجهة المختصة، قال في تصريح جديد، إن “القطار قد انطلق”، ويقصد قطار الاتجاه الجديد داخل الحزب الذي لن يركبه بنشماس.
عبد اللطيف وهبي قال عن اجتماع أكادير إنه “مر في ظروف رائعة”، مضيفا أن نقاش الشرعية والمشروعية “قد انتهى الآن بعد صدور الحكم، د اعيا أن يعي الجميع ما تعنيه هذه التطورات. وقال وهبي للصحافة: ” ما دام “الطرف الآخر” أقحم القضاء في هذا الشأن وأخفق في الحصول على حكم يزكي طرحه، فإنه ينبغي تعلم الدروس من ذلك”.
لم يفصح عبد اللطيف وهبي عن ماهية تلك الدروس، ولا يقين لدينا من وجهة قطار سمير كوادر، ولن تقنعنا لا فاطمة الزهراء المنصوري ولا بنشماس بصدق الحرص على الالتزام بميثاق الحزب وقرارات مؤسساته الشرعية، فهذا الكائن السياسي، ولد عجيبا، وسينتهي عجيبا، فطوبى للمنتفعين.