بحضور شخصيات وازنة، ووسط أجواء احتفالية، وعلى إيقاعات الفرحة والفرجة، أسدل الستار مساء يوم الأحد 16 يونيو الجاري بقرية زنيد، الواقعة بتراب جماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش، على فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي لفروسية “ماطا”، المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميز اليوم الأخير بتنظيم المسابقة النهائية بين فرسان القبائل المحيطة بجبل العلم، حيث عاد الفوز إلى الفارس رشيد فرجاني، من قرية دار السعيدي، الذي تمكن بشجاعة وذكاء من كسب رهان الفوزبـ “عروس ماطا”، فيما تم توزيع الجوائز والشواهد على كل الخيالة المشاركين، الذين كانت ضمنهم، على غرار دورات سابقة، امرأة وحيدة.
وكشف نبيل بركة، مدير مهرجان “ماطا”، أن أهم ما ميز دورة هذه السنة هو إشراف الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، المنظمة للمهرجان، على العمل، بتنسيق مع ووزارة الثقافة والاتصال، على تسجيل لعبة الفروسية “ماطا” ضمن قائمة التراث اللامادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو. وقال: “نحن جد سعداء بالسعي في تحقيق هذا الحلم الذي طالما راودنا، وسنكون أسعد حينما نخبركم في الدورة العاشرة، إن شاء الله، أنه تم تسجيل هذا التراث في اليونسكو”.
وأكد بركة، في تصريح لموقع “المستقبل” أن فروسية ماطا تعتبر “رياضة وتراثا له قرون من التواجد، ولها تأثير على كل المناطق الجبلية لشمال المملكة، ويتجسد ذلك من خلال اهتمام شباب المنطقة بـ”ماطا”، والذي يظهر شجاعة قوية، إلى جانب الذكاء والحكمة”. وأضاف أن ماطا كجزء من التراث الغني والتقاليد العريقة للمملكة المغربية، تلعب دور قنطرة تواصل بين الحضارات بعدما أصبح لها إشعاع وطني ودولي وامتداد روحي مع مولاي عبد السلام بن مشيش كزاوية، وذلك من خلال الحضور الكبير لوسائل الإعلام الدولية والوطنية التي تحج إلى مدشر زنيد لتغطية فعاليات وأنشطة مهرجان “ماطا”.
جدير بالذكر أن اليوم الأخير من الدورة، الذي اختتم بحضور عدد من الشخصيات، والتي يأتي على رأسها محمد مهيدية، والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وعامل إقليم العرائش، بوعاصم العالمين، وعامل إقليم الفحص – أنجرة، عبد الخالق المرزوقي، وإدريس الضحاك، أمين عام الحكومة المغربية سابقا، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، شهد عروضا فنية متنوعة من التراث الجبلي العريق، مع تحضير دمية ماطا لهذه الدورة التي حيكت على حسب أعراف وتقاليد أهل المنطقة، والتي تحمل دلالة رمزية وتعكس تكريما واحتفاء خاصا بالمرأة المغربية التي شاركت في البناء الثقافي للهوية المغربية على مر التاريخ.