المستقبل 24 جريدة إلكترونية مغربية أخبار متنوعة
انتقل إلى عفو الله، صباح أمس الثلاثاء 03 نونبر الجاري، السيد مبارك العلمي، الأستاذ السابق بالمعهد العالي للدراسات البحرية بإحدى مصحات الدار البيضاء، بعد تعرضه قبل يومين لأزمة تنفسية حادة، تم وضعه على إثرها في الإنعاش، ليسلم بعدها الروح إلى بارئها صباح أمس.
وقد تم تعيينه، يوم الإثنين الماضي، عضوا في المجلس العلمي الأعلى.
وعلم موقع “المستقبل” أن الدكتور العلمي كان قد أشرف، في فترة الحجر الصحي، على مشروع “جنان القرآن” وهي مدرسة لعلوم القرآن كان ينوي أن يقيمها في تافيلالت، البلاد التي نشأ فيها. وأن أصدقاءه المقربون قد قرروا الالتحاق بهذا المشروع دعما له.
وفي تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، كتب حمو جديوي، أحد تلاميذ وأصدقاء الراحل المقربون: “وكما تابع معظمكم، كان الأخ محمد الحجام ينظم حلقات للقرآن نسمع فيها تلاوة من بعض القراء بالإضافة إلى كلمة توجيهية للأستاذ.
وقد شارك معنا في تأبين أخينا حدة حيث نوه بإخلاص الأصدقاء ووفائهم.”
وأضاف جديوي في نفس التدوينة: “تم تسجيل بضع وعشرين حلقة من اللقاءات وهي موجودة على يوتوب في قناة تحمل إسم جنان القرآن. وخلال الحلقة الأخيرة التي سجلت يوم المولد النبوي، ظهر الأستاذ وهو يسعل .كانت تلك أعراض إصابته (…)
رحم الله أستاذنا، وأسكنه مع النبيئين والصديقين والشهداء
وإنا لله وإنا إليه راجعون.”
ولد الراحل مبارك العلمي بقصر أولاد الولي بتافيلالت سنة 1941، حفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة، درس بالقرويين، الابتدائي والثانوي. نال شهادة الإجازة فدبلوم الدراسة المعمقة بكلية الآداب بفاس، ثم دبلوم الدراسات العليا بكلية الآداب بالدار البيضاء.
كان أستاذا للغة العربية تخصص البلاغة والبيان، وقد تتلمذ على يده عدد من الأساتذة في هذا المجال وعدد من أئمة المساجد، كما شغل مفتشا بالتعليم الثانوي، ثم أستاذا مساعدا بكلية الآداب/ عين الشق، ثم أستاذا للتعليم العالي بها.
وقد اقتحم مجال تفسير القرآن الكريم، ممثلا مدرسة فريدة في هذا الباب وهي المدخل اللغوي كأساس في التفسير، بالإضافة إلى تفسير القرآن بالقرآن، وبفضل تخصصه اللغوي فتح الله عليه في هذا المجال، فأزال الستار عن مجموعة من الأمور الغامضة. له دراسات ومؤلفات عديدة في هذا الميدان، كان ينشرها ولم يكن يبيعها، بل يهديها في سبيل الله.
