أخبار عاجلة

الكـركـرات

نايف شرار(*)

منذ 2016، قامت “البوليساريو” بتحركات خطيرة وغير مقبولة في المنطقة العازلة بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، في انتهاك للاتفاقات العسكرية، ودون اكتراث بتنبيهات الأمين العام للأمم المتحدة، وفي خرق لقرارات مجلس الأمن، لاسيما القرارين رقمي 2414 و 2440. وهي القرارات التي دعت “البوليساريو” إلى وضع حد لهذه الأعمال الهادفة إلى زعزعة الاستقرار. وقد نبهت المملكة المغربية في حينه الأمين العام للأمم المتحدة وكبار المسؤولين الأمميين وأطلعتهم بانتظام على هذه التطورات الخطيرة للغاية.


ومنذ 13 اكتوبر الماضي حاولت “البوليساريو” استغلال الوضع القانوني الخاص بهذه المنطقة العازلة لإعاقة دخول الشاحنات عبر الحدود المغربية الموريتانية وعرقلة عمل بعثة المينورسو الاممية المراقبة لوقف إطلاق النار.
وبعد أن استنفذ المغرب كافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية بالتعاون مع الأمم المتحدة، ونظرا لخطورة ما يقوم به أعداء الوحدة الترابية، وبعد توثيق أكثر من أربعين انتهاكا لوقف إطلاق النار من قبل “البوليساريو”، قرر المغرب في 13 نوفمبر 2020 التدخل عسكريا في إطار دفاعي لفتح المعبر ووضع طوق أمني حوله وتمشيط المنطقة المحيطة به لتأمين الطريق أمام شاحنات البضائع والنقل التجاري وحماية أرواح الناس.


وقد نجح الجيش المغربي في تأمين المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا بفضل فرضه حزاما أمنيا لضمان تدفق البضائع والأشخاص عبره، دون وقوع خسائر بشرية خلال هذه العملية. ويأتي تدخل القوات المسلحة الملكية لفرض الأمن وضمان حرية التنقل بمعبر الكركرات انسجاما مع الحقوق المشروعة للمغرب التي تضمنها المواثيق الدولية.
وعلى المستوى الوطني، طالما عبرت جل القوى السياسية والوطنية، وبالإجماع، عن التفافها وراء جلالة الملك محمد السادس، مما يعزز قوة وفعالية المبادرة المغربية للحكم الذاتي.


وحققت الدبلوماسية المغربية نجاحات كبيرة في حشد الدعم الدولي لوحدة التراب الوطني للمغرب، ومن نتائجها ما كان من إقدام عدد كبير من الدول على افتتاح قنصلياتها في مدينتي الداخلة والعيون، كتأكيد عملي لمغربية الصحراء، وهو ما كان توج مؤخراً بافتتاح دولة الإمارات العربية الشقيقة لقنصليتها في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية.


ويبقى من المتعين على المجتمع الدولي أن يقوم بدور أكثر فعالية في إطار قرارات الأمم المتحدة من أجل التوصل الى تسوية لهذه المشكلة بما يعود بالنفع على المنطقة ككل.

(*) باحث بالشؤون العربية

شاهد أيضاً

الرباط تحتضن المنتدى الوطني الأول حول الوساطة المؤسساتية برئاسة وسيط المملكة حسن طارق

ترأس وسيط المملكة، الأستاذ حسن طارق، صباح الجمعة 4 يوليوز 2025، اللقاء الأول للمنتدى الوطني …