أخبار عاجلة

إعلان إنطلاقة برنامج “يدمج للمساواة في اللعب” الهادف إلى إدماج الأطفال في وضعية إعاقة عبر الرياضة


دور الرياضة في إدماج الشباب و الأطفال في وضعية إعاقة :


لسنوات عديدة حتى الآن ،تعتبر الرياضة أداةً حقيقية للتواصل الاجتماعي وانخراط المجتمعات المهمشة، من خلال قوتها المبنية على مبادئ عدم التمييز وأيضًا قدرتها على خلق مساحات إيجابية للاندماج والتعبير الجسدي. هذه القدرة على الإتيان بحلول مبتكرة ، لا سيما على المستوى الاجتماعي، وضعتها في صلب السياسات الوطنية ولكن أيضًا في العديد من المشاريع التنموية التي تحدثها مكونات المجتمع المدني.


وتقدر منظمة اليونيسكو عدد الأطفال في وضعية إعاقة متوسطة إلى شديدة البالغين أقل من 14 سنة بأكثر من 93 مليون طفل، أي ما يعادل 5% من الأطفال بالعالم.80٪ منهم يعيشون في دولة نامية.


في المغرب، و بحسب الإحصاء الأخير الذي أعددته المندوبية السامية للتخطيط في شتنبر 2014 : يرتفع عدد الأشخاص في وضعية إعاقة إلى مليون و سبعمائة ألف شخص، مما يمثل 5،1% من ساكنة المملكة.


كما أظهر الإحصاء نفسه أن 1.1 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يتوفرون على أي مستوى تعليمي او تكويني مقارنة ب 35% من الأشخاص من غير ذوي الإعاقات. كما يعتبر التأثير أكثر ضرراً في صفوف النساء (79.5%) من الرجال (53.4%) حسب تقرير المندوبية، حيث أن 86.6% منهن غر نشيطات.


بحسب تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، فإن النموذج المعمول به في المغرب بشأن إدماج الأشخاص متجاوز ويساهم في استفحال العوائق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون إنشاء بيئة مواتية للمشاركة الاجتماعية الفعالة للأشخاص في وضعية إعاقة.


اختارت جمعية تيبو المغرب منذ 9 سنوات أن تجعل من الرياضة رافعة أساسية لتقديم حلول مبتكرة لمشاكل أساسية تهم التربية و التعليم، تمكين الفتيات في المناطق القروية و الجبلية و أيضا الإدماج السوسيومهني للشباب في سوق الشغل.


الابتكار الاجتماعي من خلال الرياضة في خدمة الإعاقة


بدعم من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب، أطلقت جمعية تيبو المغرب سنة 2015، أول مدرسة لتعليم كرة السلة على الكراسي المتحركة في خدمة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. سمح هذا البرنامج لأكثر من 30 طفل من مختلف أحياء مدينة الدار البيضاء (المدينة القديمة، سيدي مومن، سيدي معروف، الخ) بالاستفادة من برنامج رياضي متنوع و غني يرتكز على تطوير المهارات الحركية، المعرفية و الاجتماعية، و كذا التشبع بروح القيادة و التمكن من إدراك الذات.


بداية من سنة 2020، و على إثر تقييم شامل للبرنامج تم استخلاص 4 تحديات أساسية يواجهها الأطفال و الشباب في وضعية إعاقة


ـ صعوبة الولوج إلى التربية و التعليم، التكوين المهني و التوظيف، و ذلك راجع لقلة الموارد المالية، و المواقف المتعددة التي يعيشها هؤلاء الأشخاص و القريبة من التمييز، مما يجعل من الاندماج في المجتمع مهمة جد صعبة.
ـ ضعف المهارات الحياتية و نقص المؤهلات المهنية و الحرفية مما يعوق الحصول على فرص عمل كريمة
ـ محدودية الولوج للأنشطة البدنية داخل المؤسسات التعليمية و الفضآت العمومية مما يعمق من التمييز السلبي و استبعاد هاته الفئات
ـ الحاجة إلى دعم الآباء و خصوصا الأمهات من اجل تمكينهم من خلق فضاأت تمكينية و إيجابية للطفل دون الإفراط في حمايته أو الإنقاص من رعايته


ـ “يدمج من اجل المساواة في اللعب” :

من اجل الإجابة على هاته التحديات الجوهرية، تطلق جمعية تيبو المغرب بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة برنامج “يَدْمْجْ للمساواة في اللعب” من أجل إدماج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة المتراوحة أعمارهم من 10 سنوات إلى 16 سنة . يهدف هذا البرنامج المستجد إلى المساهمة في إدماج الشباب و الأطفال في وضعية إعاقة بالاعتماد على الرياضة عبر برنامج متكامل و متعدد الأبعاد يسعى اولا إلى تحقيق مواكبة مستمرة من اجل تعزيز تقدير الذات لدى الأطفال و تغيير الصور النمطية حول الإعاقة، ثم الاستعداد للحياة المهنية
من جهة أخرى، يستهدف البرنامج آباء الأطفال ذوي الإعاقة وخاصة الأمهات من أجل دعمهم في التربية الإيجابية ، وخلق بيئة محفزة داخل الأسرة و أيضًا لتقليل العبء النفسي المرتبط برعاية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
أخيرا، يقدم البرنامج فضاءً ملائما للابتكار والإبداع من خلال الرياضة مما يتيح إنجاز برامج و أنشطة تحسيسية حول الإعاقة:رسوم متحركة من إنتاج المستفيدين من اجل المناداة بخلق مدارس أكثر ولوجيه.


إن التمييز الذي يعاني منه الأطفال والشباب ذوو الإعاقة يضعهم في حالة من العزلة والاعتماد الكلي على أفراد أسرهم، وعلى الأخص أمهاتهم. من خلال ورشات، و أنشطة رياضية و ترفيهية ، يهدف برنامج يدمج من اجل المساواة في اللعب إلى كسر العزلة عن هؤلاء الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 16 عامًا) من خلال تعزيز تعليم مندمج و أكثر ولوجيه وتغيير المفاهيم النمطية المتعلقة بالإعاقة.يسمح اللعب للشباب بالاختلاط مع بعضهم و يمنحهم الفرصة للاندماج معاً. إذ تعتبر الرياضة وسيلة ل لهؤلاء الأطفال من اجل الشعور بالتقدير و استخلاص دروس الحياة الأساسية و القدرة على تجاوز الذات


عبر 3 حصص أسبوعية، سيستفيد الأطفال و كذا أمهاتهم من :


ـ حصص للأنشطة البدنية في كل من كرة السلة، اليوغا و الفيتنس. و تم اختيار هاته الرياضات من طرف فرق جمعية تيبو المغرب لما لها من قدرات على تطوير التركيز، روح القيادة، تقدير الذات و العمل الجماعي
ـ مجموعات تواصلية لدعم الآباء في التربية الإيجابية وتقوية الروابط بين الأطفال والأسر
ـ ورشات خاصة حول العناصر الرئيسية لإنشاء علاقة متوازنة بين الآباء والأطفال في وضعية إعاقة
ـ قصص نجاح ملهمة عن الدور الذي لعبه الآباء في نجاح الأطفال في وضعية إعاقة
بالإضافة إلى ذلك ، سيتم الشروع في إحداث ورشات تهدف إلى إرساء مهارات القرن الحادي والعشرين ، التغذية المتوازنة بالاعتماد على المكونات الغذائية المتاحة للأسر المغربية ،سرد قصص ملهمة لشخصيات من ذوي الاحتياجات الخاصة استطاعوا تحقيق أثر جد إيجابي في مجتمعاتهم.


الاثر الجد إيجابي على المستفيدين :


ـ تغير المفهوم الاعتيادي و النمطي الذي يسبوا نحو السلبية حول الإعاقة لدى الأطفال و كذا آبائهم
ـ اكتساب تقدير الذات من طرف الأطفال ؛
ـ الانفتاح و المشاركة في أنشطة خارج الإطار العائلي المتسم بالحماية و الانغلاق؛
ــتشجيع الشباب على التحدث بثقة حول إعاقاتهم، والدفاع على حقوقهم في مختلف المحافل الوطنية و الدولية ؛
ـاكتساب المهارات الحياتية من اجل ولوج سوق الشغل ؛

شاهد أيضاً

مايك وان يهدي أغنية “ولاء” للوطن انطلاقا من العيون تزامنا مع عيد العرش

أطلق الفنان المغربي عبد الله الراني، المعروف بلقبه الفني “مايك وان”، فيديو كليب جديدًا يحمل …