أعلن محمد الصغير، رئيس جمعية “حلقة وصل سجن / مجتمع” أن عدد المستفيدين من مشروع “من أجل إدماج مبتكر لشباب الحي المحمدي”، الذي أطلقته الجمعية بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبتمويل من الاتحاد الأوربي، بلغ 52 مستفيدا، توزعوا على 45 شابا وسبع فتيات، وأشار إلى أن الهدف من هذا المشروع هو استهداف شباب الحي المحمدي باعتبار قيمته التاريخية والفنية والرياضية من جهة، وبحكم تواجد الجمعية بتراب الحي المحمدي.

وأكد الصغير، في ندوة صحفية عقدتها الجمعية صباح اليوم الثلاثاء 09 فبراير الجاري، لتقديم نتائج وآفاق هذا المشروع، أن الأخير الذي يدخل في إطار برنامج “مشاركة مواطنة”، أنجز خلال الأشهر العشرة الماضية، وأن الشباب المستفيدين خضعوا لتكوين متعدد المحاور ضمن دورة تدريبية بدأت في أوائل أبريل 2020، وانتهت منتصف يناير 2021، تضمنت 108 جلسة تدريبية وتوجيهية.
وكشف مسؤولو الجمعية أن التمويل المحصل عليه من طرف الاتحاد الأوربي بلغ 15 مليون أورو على مدة 3 سنوات، من 2018 إلى 2021، وذلك من أجل تعزيز المكون الشاب في المجتمع المدني وتحفيز مشاركته في الشؤون العامة المحلية.

وفي كلمته بالمناسبة، كشف يوسف مداد، المدير الإداري للجمعية، أن الأخيرة راكمت 15 سنة من التجربة والعمل مع الشباب في وضعية صعبة في منطقة الحي المحمدي. وقال: “الفوج الرابع للتكوين الذي يشرف عليه عز الدين أشاحو، وهو من المستفيدين الأوائل من هذا البرنامج، يعكس السياسة التي بني عليها هذا البرنامج”.
وأوضح ذا المسؤول أن الجلسات شملت محاور همت “التدريب على آليات الديمقراطية التشاركية والشباب”، و”التدريب على تقنيات الاتصال”، و”التدريب على إنشاء وصيانة المواقع الالكترونية”، و”التدريب على تقنيات إنتاج وتركيب الفيديو”، و”التدريب على كتابة النص القصصي والسيناريو”، إضافة إلى ورشات “الفن العلاجي”، و”التدريب على تقنيات بناء المشاريع وسبل البحث عن عمل”.
وأكد مداد أن الهدف من هذا المشروع يتمثل في بناء نماذج من التجارب الناجحة، من خلال العمل مع نخبة مكونة من عشرة ممثلين عن جمعيات بالحي المحمدي، جرت المراهنة عليهم لتشكيل رافعة وقاطرة التغيير بين شباب المنطقة، وذلك عبر نقل المهارات المكتسبة في إطار التشبع بقيم المشاركة المواطنة.

من جهته، كشف عز الدين أشاحو، المشرف على البرنامج وأحد المستفيدين من تكوينات الجمعية في مجال السياسات العمومية، ومحور التواصل، ومحور السمعي البصري، وكذا كيفية كتابة السيناريو، أن المشروع الثاني استفاد منه 42 شخصا في 3 مجموعات، وأن مدة التكوين لا تتجاوز شهرين ونصف. وأضاف أنه يشترط في الراغبين في الاستفادة من المشروع أن لا يقل عمرهم عن 18 سنة،
جدير بالذكر أن أهداف هذا المشروع، الذي يعتمد الثقافة كأداة للتغيير لدى الشباب المتحمسين لفن الصورة والمتعطشين للتعبير، تتماهى والأهداف المسطرة ضمن برنامج “مشاركة مواطنة”، الرامي إلى تعزيز المكون الشاب في المجتمع المدني، وتحفيزه على المشاركة في الشؤون العامة المحلية منذ تأسيسها.
وأشارت الجمعية إلى أنها منذ سنة 2005، اختارت أن تنخرط في العمل الميداني بالقرب من الشباب، وجعلت مقرها بالحي المحمدي، حيث ركزت في البداية على إعادة دمج السجناء السابقين، الذين حرصت، في مرحلة تالية، على عدم وصمهم عن طريق دمجهم، دون تمييز، ضمن باقي المستفيدين من الشباب المتواجدين في ظروف هشة.
ويتطلع المشروع إلى بناء جسور بين الشباب وممثليهم المحليين، من خلال أنشطة التوعية والتدريب والوساطة، بهدف ترسيخ مواطنة غير قابلة للتجزئة لفائدة الشباب في الحقوق والواجبات.