أخبار عاجلة

عبدالفتاح المنطري: مؤسسات تعليمية تتحدى الفيروس التاجي

عبدالفتاح المنطري

لم يترك فيروس “كورونا” وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية أحدا من الإنس إلا وأصابه في مقتله إن في الحس أو في المعنى، ومن ضحايا هذا الوباء إذن، ما أصاب بعض المؤسسات التعليمية الخاصة ببلادنا من تراجع في المداخيل بسبب الأزمات المالية التي تعرض لها آباء وأولياء أمور المتعلمين فيها بالإضافة إلى تداعيات الحجر الصحي الاقتصادية والاجتماعية الخانقة
لكن مع ذلك،نفضت عنها بعض تلك المؤسسات التعليمية الخاصة غبار مخلفات هذه الأزمة واستجمعت قواها وتحملت الديون المتراكمة عليها فكها الله عنها وعن كاهل الآباء وأولياء أمور المتمرسين بالقطاع الخصوصي، واستأنفت أنشطتها التعليمية مع حلول الموسم الدراسي الحالي والنجاح شبه التام لعمليات تلقيح معظم التلاميذ
خير مثال يحتذى في هذا المضمار، هو ما قامت به مؤسسة الرسالة التربوية الكائنة بحي اشماعو بسلا من جهود مضنية لضخ الدماء الجديدة في الجسم التعليمي، حيث حظيت ملحقتها المتصلة بالتعليم الأولي بعناية خاصة من حيث جودة التزيين و التأثيث لفضاء المؤسسة وفق المعايير التربوية الخاصة بالمتعلمين بهذا المستوى الدراسي
يقول ,في ذات السياق ،الحارس العام للمؤسسة الأستاذ نبيل بنشارف في إحدى تدويناته بهذا الخصوص: تفعيلا لمقتضيات القانون الإطار  رقم 51/17 ، وفي إطار تفعيل المشروع السادس من حافظة المشاريع، و الذي وضع من بين أهدافه الاهتمام بجمالية ورونق المؤسسات التربوية، قامت إدارة المؤسسة بتهيئة فضاء ملحقة الرسالة التربوية للتعليم الابتدائي، حتى يكون جذابا ومريحا للمتعلمين والمتعلمات .و للإشارة ،فالملصقات التي تزين درج المؤسسة كانت مشروعا من مشاريع نادي تنمية القدرات الذاتية لسنة 2019 ،شارك في إعدادها مجموعة من المتعلمين و المتعلمات الذين انتقلوا للثانوي التأهيلي وهم الآن ينتمون لنادي أوفياء مؤسسة الرسالة التربوية،ويضم نخبة من  التلاميذ القدامى بالمؤسسة، يقومون بين الحين والآخر ،بالتواصل مع  تلاميذ السنة الثالثة إعدادي بذات المؤسسة حول ثمرة تجاربهم بعد الحصول على الباكالوريا بميزة حسنة أو مشرفة أو أكثر من ذلك لقاء الجهد المبذول من طرفهم قبل وبعد الحصول على هذه الشهادة.وقد تمكن العديد منهم  بالفعل من الولوج إلى المعاهد العليا المتخصصة ذات الاستقطاب المحدود والكليات العلمية داخل المغرب و ببلدان أجنبية كفرنسا وأوكرانيا وتركيا وألمانيا وفنلندا،حيث توفقوا كل سنة ولله الحمد والمنة في تخصصات ذات أهمية وطنية ودولية تهم مثلا الهندسة المعمارية والطب والصيدلة وطب الأسنان وهندسة الغابات والاقتصاد الزراعي وهندسة الطاقة الحرارية والهندسة الأتوماتيكية و هندسة المعلوميات والاتصالات وتخصص الرياضيات بالمدرسة العليا للأساتذة

في الحاجة إلى قادة فكر ورأي
ومعلوم أن هذه المؤسسة التربوية اختارت منذ سنوات خلت ,مشروع مدرسة القادة تحت شعار “من جودة المؤسسة إلى مؤسسة الجودة ” ليتم فيه اختيار نخبة من تلاميذ المستوى الإعدادي قصد إعدادهم نفسيا و فكريا لفهم وتحمل مشروع المسؤولية القيادية في الرأي والمشورة والتوجيه والاعتماد على الذات وطرح الأفكار والمبادرات الخلاقة واستثمار المجهود العقلي والحركي في حسن تدبير الرأسمال المادي والمعنوي للفرد و للجماعة.ومن شأن هذا المشروع الجاد و المتميز أن يخلق لنا من طينة هؤلاء اليافعين كل عام  قادة يغمرهم النجاح والتفوق والنزاهة والشفافية في تدبير مشاريع الأمة في المستقبل وهو مرادنا جميعا نحو إقلاع اقتصادي وطني واثق من إمكانياته ومستثمر لطاقاته وفق نسق سوسيو-اقتصادي تنافسي و متوازن يراعي حق كل الفئات الاجتماعية في العيش الكريم وتكافؤ الفرص
وقد دأبت هذه المؤسسة التعليمية الكائنة بحي اشماعو بسلا منذ إحداثها قبل أكثر من عقد من الزمن على طرح العديد من المبادرات الخلاقة الموازية للمسألة التعليمية ومتابعة ما يجري على الساحة الوطنية أو العربية أو الدولية من قضايا تهم الطفولة والمجتمع تطعم بها المنهاج الدراسي مثل ,قضايا السلامة الطرقية والحفاظ على البيئة والأيام العالمية لصحة ونظافة الأسنان و للعدالة الاجتماعية و لحقوق الإنسان و لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة و للمدرس وللمرأة وللشعر وبمناسبة الأعياد الوطنية والدينية ونحو ذلك وتنظيم زيارات لمختلف المرافق والفضاءات الحيوية التي يمكن أن تعزز من ثقافة وانفتاح الطفل على محيطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي خاصة بجهة الرباط -سلا.هذا غيض من فيض مما يدرج كل سنة ببرنامج الأنشطة التربوية الشهرية الموزعة على مختلف المستويات الدراسية،يتم ذلك كله تحت الإشراف المباشر لمدير المؤسسة الأستاذ محمد الإدريسي السغروشني و بالتعاون والتنسيق والتأطير مع هيئة التدريس والطاقم الإداري للمؤسسة
وأخيرا، تنبغي الإشارة إلى أن المؤسسة قد أعلنت قبل أسبوع من الآن عن إجراء اللقاءات التواصلية التعارفية الأولى ،تقول عنها بما معناه : وبعـد، تعتبر العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة في مقدمتها المدرسة و الأسرة، و هما شريكان كاملان يتعين عليهما التعاون و التكامل في انسجام تام من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. وفي هذا الإطار، و بعد استكمال كل العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي و الـتقـويم الـتـشخـيصي وما يـتـبعها من معالجة و دعـم ،يشرفنا أن  ندعـوكم إلى حـضور اللـقاءات الـتـواصلـيـة الـتعـارفـيـة الأولى مع هـيئة التدريس برسم الموسم الدراسي 2021/2022 
ويرتكز المشروع التربوي لمؤسسة الرسالة التربوية على تكوين مواطن مسؤول،يعي حقوقه وواجباته ، متشبث بقيمه الدينية و الوطنية ومنفتح على الحضارات الإنسانية يجيد الحوار و الـتـواصل ويقبل الاختلاف

يقول موقع “الجزيرة” على النت في مقال صدر بتاريخ 5 شتنبر 2020  حول فيروس كورونا ،تحت عنوان :”في الشعر والرواية والمقال.. هكذا تسلل كورونا إلى دفاتر الأدباء”:توقف الكثيرون عند هذه الجائحة معولين عليها في رد الإنسان إلى إنسانيته بعد أن أخذته الحياة الحديثة في لهاث وحركة تخلو من المشاعر، وهذا مما عالجه الشاعر السوداني بحر الدين عبد الله في قصيدة له يقول في مطلعها
هذا الإنسان الآليُّ
سيقتل حُلْمَ الفيروساتِ
ويهزمُ بالحُبِّ
سُلالاتِ الكوفيدْ
:ويكمل بحر الدين قصيدته قائلا
هذا الإنسان
الآليُّ
سيكفر بالكمامات
ويُؤمنُ
بالنغمِ النورانيِّ
وأمصال التوحيدْ
هذا
الإنسان الآليُّ
سيشربُ من كفِّ الله
وحُبِّ اللهِ
نشيدا نورانيّاً
بعد نشيدْ

 كاتب صحافي  

شاهد أيضاً

حملة تحسيسية حول الوقاية من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي: دليلك الشامل لتجنب المخاطر في فصل الصيف

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزداد خطر التعرض للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، خاصة …