أخبار عاجلة

لهذه الأسباب.. الأرز الأمريكي يكتسح السوق المغربية ويرتفع الإقبال عليه

يعد الأرز الأمريكي من بين أجود أنواع الأرز وأكثرها شهرة في العالم. وبعدما ارتفع، مؤخرا، الطلب على الأرز المستورد بالسوق المغربية، أصبح منتجوه بالولايات المتحدة الأمريكية، أكثر انفتاحا عليها، لاسيما بعدما تغيرت طريقة وعادات الاستهلاك لدى المغاربة بسبب وباء كوفيد 19.

ارتفاع الطلب على الأرز
أعرب مجموعة من الطهاة في المطاعم، وكذا ثلة من المغاربة ممن يعشقون فن الطبخ، وحتى أولئك الذين فرضت عليهم ظروف الجائحة دخول المطبخ، وتحضير بعض الوجبات بأنفسهم، عن ارتياحهم لاستعمال الأرز المستورد من أمريكا، وذلك لسرعة طهيه وتكاثفه من جهة، ولجودته من جهة ثانية. وكانت الواردات المغربية من الأرز الأمريكي ارتفعت من 38 ألف طن إلى 80 ألف طن في 2020، حسب ما أكده الاتحاد الوطني المهني للأرز (FNIR)، حيث أشار محمد الخليل، رئيس الاتحاد، إلى أن واردات الأرز، مثلت شهر ماي الماضي، حوالي 60٪ من الحاجيات الوطنية، ما أثار استياء المنتجين المحليين، بعدما أصبحوا يجدون صعوبة في مواكبة الطلب المرتفع، بسبب مشكل الماء غير المنتظم في المغرب، وهو ما انعكس بشكل سلبي على إنتاجهم لهذه المادة الحيوية.
أصبح المغاربة، طيلة الجائحة، وخلال فترة الحجر الصحي بالخصوص، التي فرضت عليهم البقاء في بيوتهم يميلون لاستكشاف النكهات والأذواق الجديدة، حيث زكت الأزمة الصحية لدى المستهلك المغربي الرغبة في التعرف على أطباق جديدة والانفتاح على أذواق عالمية.
وقد شجع هذا الوضع الجديد الأمريكيين على اغتنام هذه الفرصة من أجل منافسة المنتجين الآسيويين المتخصصين في صناعة الأرز الذي يعتبر المادة الأساس في كل وجباتهم، وهكذا أبدع المزارعون الأمريكيون في إنتاج الأرز بأنواع مختلفة، منه الأرز الأبيض أو البني ذي الحبة الطويلة، وكذا الأرز متوسط الحبة، وتتميز بعض المناطق بزراعة الأرز قصير الحبة كولاية لويزيانا.
وتزرع جميع أنو اع الأرز الأمريكي في حقول مروية، الأمر الذي يجعلها أكثر الحقول إنتاجا على مستوى العالم، حيث يعمد المزارع إلى زراعة البذور جوا في الحقول التي غمرتها المياه، وهي الطريقة المتبعة في كاليفورنيا، أو الحفر وبذر البذور في الحقول الجافة في مناطق الدلتا، ويمتاز الأرز الأمريكي طويل الحبة بأنه غني بالبروتين والكربوهيدرات والدهون والألياف الغذائية.

جودة الأرز الأمريكي
أكثر من 90٪ من الأرز بالمغرب هو مستورد (42 ألف طن في 2018، 38 ألف طن في 2019، ليصل إلى 80 ألف طن في 2020)، أغلبه من أصل آسيوي، وبشكل أكثر تحديدا من دول الهند وتايلاند وباكستان وفيتنام والصين، لاسيما أن المنتجين الآسيويين معروفون بخبرتهم التي فاقت قرن ونصف في مجال تقنيات التسويق وكل ما يتعلق بإنتاج الأرز، فيما أبان المنتجون الأمريكيون، مؤخرا، عن علو كعبهم في إنتاج هذه المادة الحيوية، التي تتميز بجودتها العالية في كل مراحل الإنتاج.
وبهذا الخصوص، أكدت جمعية منتجي الأرز في الولايات المتحدة (USRPA) أن التطورات التقنية والأساليب المبتكرة المطبقة في الإنتاج والمعالجة والتعبئة والنقل المعتمدة من قبل مزارعي الأرز الأمريكيين تتيح تقديم منتجات الأرز ذات جودة عالية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
وشددت ذات الجمعية على أن الأرز المزروع في الولايات المتحدة خالي من الغلوتين والصوديوم والكوليسترول، كما أنه لا يحتوي على كائنات معدلة وراثيا.
للإشارة، تتركز زراعة الأرز طويل ومتوسط الحبة في ولايات الجنوب الأمريكي، حيث تحتل ولاية أركنساس المرتبة الأولى في إنتاج محصول الأرز الأمريكي، إذ تنتج ما يقارب 58% من المحصول الإجمالي لإنتاج الولايات المتحدة الأمريكية، وتحتل ولاية كاليفورنيا المرتبة الأولى في إنتاج الأرز متوسط الحبة، حيث تزرع من 70 إلى 75% من المحصول، ويزرع فيها وبشكل حصري الأرز قصير الحبة.
فيما تحتل ولاية لويزيانا المرتبة الثالثة في إنتاج الأرز متوسط الحبة. وتعد المكسيك وهاييتي وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وهندوراس من أكثر الدول التي يتم تصدير الأرز الأمريكي إليها.

الأرز بديل القمح
“كل صحيا، تعش قويا وطويلا”، هذه أحد الشعارات التي صاغها المنتجون الأمريكيون، حيث أصبح الأرز يقدم بديلا مثاليا للقمح، لأنه يوفر التنوع والتغذية الجيدة، حسب ما كشفه خبراء في التغذية والصحة، مستندين في ذلك على أن هذه المادة الحيوية تعتبر من الحبوب السهلة الهضم، لكونها غنية بالمواد العضوية، كما أنها تساعد في الحفاظ على الطاقة طوال اليوم.

علاوة على ذلك، يشكل الأرز أحد المكونات الأساسية في النظم الغذائية للرياضيين في كل بقاع العالم، حيث يوفر ما يقرب من 100 سعرة حرارية لكل نصف كوب مطبوخ، ويحتوي على أكثر من 15 من الفيتامينات والمعادن الأساسية، فيتامينات “ب”، البوتاسيوم، المغنيسيوم، السيلينيوم، والألياف، فضلا عن الحديد والزنك.

توقعات منتظرة
وفقا لأحدث التوقعات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة، فقد تتراجع مخزونات الحبوب العالمية بشكل طفيف، بحلول نهاية موسم 2022، إلى 819 مليون طن، وذلك على الرغم من توقعات الإنتاج العالمي للحبوب لعام2021 والمراجعة التصاعدية البالغة 1.7 مليون طن منذ أكتوبر.
كما أنه من المتوقع أن تصل المخزونات العالمية من القمح إلى 282 مليون طن في نهاية موسم 2022، ما يظهر انخفاضا بنسبة 2.2 ٪ عن مستواها الافتتاحي، وفقا لنشرة منظمة الأغذية والزراعة بشأن العرض والطلب على الحبوب. أما بالنسبة لمخزونات الأرز العالمية في نهاية العام 2021-2022، فتتوقع تقديرات المنظمة الدولية أنها ستصل إلى 187.6 مليون طن، وهو ما يتوافق مع زيادة قدرها 0.3٪ مقارنة بمستويات الافتتاح القياسية و900 ألف طن أكثر من السابق.
ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، “يجب أن يكون هذا المستوى كافيا لمواجهة الزيادة المتوقعة في استخدام الأرز العالمي ويسمح بالحفاظ عليه، حيث ستبقى نسبة المخزون عند مستوى مريح يبلغ حوالي 36٪”.

ارتفاع إنتاج الأرز
لا تزال توقعات الإنتاج العالمي للحبوب الرئيسية مرتفعة، إذ من المنتظر تسجيل محاصيل قياسية في عام 2021 للذرة والأرز، مع احتمال زيادة في استخدام الحبوب للاستهلاك البشري وعلف الحيوانات بشكل أسرع.
وتشير المنظمة في الإصدار الجديد من مطبوع الدراسة الاستشرافية للأغذية، إلى أنه على الرغم من أن التجارة العالمية في الأغذية قد أظهرت “قدرة ملحوظة على الصمود في وجه الاضطرابات خلال جائحة كوفيد-19″، غير أن الارتفاع السريع في أسعار السلع الغذائية والطاقة يفرض تحديات كبيرة على البلدان الفقيرة والمستهلكين الذين ينفقون أقساطا كبيرة من مداخيلهم على هذه المواد الاستهلاكية الأساسية.

شاهد أيضاً

شاومي تتألق في تصنيف Brand Africa 2025 وتطرح تابلت Redmi Pad 2 بتقنيات متطورة في المغرب

أعلنت علامة شاومي عن احتلالها المرتبة 29 ضمن تصنيف Brand Africa لعام 2025 لأكثر العلامات …