توجت ثلاث باحثات مغربيات في إطار برنامج (لوريال – اليونسكو) من أجل النساء في العلوم في نسخته المغاربية الثامنة، وذلك خلال حفل نظم أول أمس الجمعة 25 مارس الجاري بالدار البيضاء.
وتم خلال هذه السنة، تقديم المنح لثلاث باحثات مغربيات، وهن هاجر الأهانيدي (باحثة في مجال العلوم البيولوجية من جامعة محمد الخامس بالرباط)، وسماح لعلج (باحثة في مجال علوم الأرض والبيئة من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس)، وإحسان طوجاني (باحثة في مجال العلوم البيولوجية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان).
كما تم تتويج باحثتين تونسيتين في إطار هذا البرنامج، الذي يسعى إلى مكافأة خمس باحثات مغاربيات يعملن في مجالات علوم الأرض والبيئة، والمعلوميات، والهندسة، والتكنولوجيا الحيوية الطبية، والعلوم البيولوجية، ويتعلق الأمر بحنان فيلالي (باحثة في مجال علوم الأرض والبيئة بجامعة قرطاج)، وروعة لاجنف (باحثة في العلوم البيولوجية بجامعة صفاقس).
وستحصل الفائزات على منحة قيمتها 10 آلاف أورو لكل واحدة منهن، مما سيتيح لهن تنفيذ مشاريعهن العلمية لما بعد الدكتوراه.
للإشارةـ فإن برنامج “من أجل النساء في مجال العلوم”، المنظم في إطار شراكة بين مؤسسة (لوريال) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، يرمي إلى النهوض وتشجيع مشاركة النساء الشابات في مجال العلوم، كما يروم تكريمهن نظير جودة أبحاثهن ومساعدتهن وتشجيعهن على مواصلة مسار مهني متميز في مجال العلوم.
وفي كلمة لها بالمناسبة، أشارت المديرة العامة ل(لوريال المغرب)، ليلى بنجلون، إلى أن برنامج (لوريال-اليونسكو) من أجل النساء في مجال العلوم يهدف إلى تزويد الباحثات بالوسائل الضرورية لتحقيق التميز العلمي والمساهمة في رفع التحديات التي تواجه البشرية.
وأضافت بنجلون أن هذه المبادرة تهدف أيضا إلى مساعدة المرأة في مجال العلوم على تجاوز مختلف العقبات التي تحد من قدراتها.
وشددت على أهمية مكافحة مظاهر التمييز على أساس الجنس، وتشجيع الفتيات على متابعة التكوينات العلمية في المدرسة وتمكين النساء في مجال العلوم من ولوج التمويلات ونشر أبحاثهن العلمية.
من جانبه، قال ممثل مكتب منظمة اليونسكو بالمنطقة المغاربية، محمد علوي، إن برنامج “من أجل النساء في مجال العلوم”، يسعى، من خلال الاستثمار في تعزيز دور المرأة في العلوم، إلى أن يكون “أداة يمكن أن تسهم في رفع التحديات الرئيسية لأجندة 2030 للتنمية المستدامة”.
واعتبر المسؤول الأممي أنه ينبغي تعزيز دور المرأة في العلوم، بكونه رافعة أساسية من أجل تأسيس اقتصاد جديد قائم على المعرفة والإبداع.
ودعا إلى تمكين المرأة لكي تتمكن من الاضطلاع بدورها في تعزيز حقوق الإنسان والنمو الاقتصادي، كما يجب وضع قضايا النوع في صلب الجهود المبذولة لصالح التنمية.
جدير بالذكر أن برنامج “من أجل النساء في مجال العلوم”، الذي أطلق سنة 1998، يكافئ، خمس نساء شابات من المغرب العربي باحثات موهوبات في المجالات التالية: البيولوجيا، الكيمياء البيولوجية، علم الوراثة، علم وظائف الأعضاء، التكنولوجيا البيولوجية، علم البيئة والكيمياء المطبقة على الحياة، وهو يحتفل هذه السنة بالذكرى الرابعة والعشرين لانطلاقته، والذكرى الخامسة عشرة بالمغرب، والثامنة بمنطقة المغرب العربي.
يشار إلى أن لجنة التحكيم ترأسها الأستاذ عبد العزيز بن جواد، نائب رئيس قسم البحث والتنمية بالجامعة الدولية بالرباط وأستاذ التعليم العالي في علم الأحياء، وضمت في عضويتها الأستاذة رجاء الشرقاوي المرسلي، عضو أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، وعضو TWAS وعضو الأكاديمية الإفريقية للعلوم، والأستاذة كتيم العلوي المديرة العامة لمؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان، والمسؤولة عن فريق البحث في السمية والدَّينامِيكا الدَّوائِيَّة بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس- السويسي بالرباط، والأستاذة صافية الطايري، مديرة مختبر الكيمياء الفيزيائية النظرية والكيمياء المعلوماتية، بكلية الكيمياء بالجزائر العاصمة، والأستاذ مراد التلميني، أستاذ الفيزياء في كلية العلوم بمدينة تونس المنار، ورئيس الجمعية التونسية للمترولوجيا، ونائب رئيس الجمعية التونسية للفيزياء.
هذا وقد التزمت مؤسسة لوريال، بشراكة مع منظمة اليونسكو، بمنح العالمات المزيد من الوسائل لتحقيق التميز العلمي والمشاركة على قدم المساواة في حل التحديات التي تواجه البشرية، من خلال إطلاق هذا البرنامج، الذي ساهم في تقديم أكثر من 3900 باحثة، وتتويج 122 فائزة من أكثر من 110 دولة ومنطقة.