أبو عبدالله
في سابقة مفاجئة، قدم الأستاذ محمد بنلعيدي استقالته كرئيبس لشبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية أمام الجمع العام الاستثنائي الذي انعقد نهاية هذا الاسبوع بقاعة الاجتماعات للجماعة الترابية سيدي بنور، والتي قوبلت بالرفض المطلق وكادت ان تعصف بمسار ومستقبل الشبكة، حيث عمت الفوضى والاحتجاج أثناء انتخاب المكتب التنفيدي.
وهدد أغلب الحاضرين بحلها والانسحاب منها في حالة تشبت رئيس الشبكة بموقفه، و بعد ضغط كبير عليه من اجل التراجع عن موقفه صوت عليه الجمع العام بالإجماع نظرا لتفانيه في العمل التطوعي وللمستوى الكبير الذي اصبحت تحظى به شبكة الجمعيات الدكالية جراء حكمته وخبرته العالية في التدبير الجمعوي وفق مبادئ الحكامة الجيدة.
وجاء هذا الجمع الاستثنائي بناء عن التعبير على رغبة الانضمام الى الشبكة من طرف عدة فعاليات مدنية وجمعيات مختلفة التي تستوعب أهمية التشبيك الجمعوي و الاشتغال في اطار استراتيجية مدنية ديمقراطية تنهض بالفعل الجمعوي حتى يكون مساهما حقيقيا في التنمية و لكي يقوم بأدواره الدستورية .
وبعدما تمت مناقشة كل الوثائق المرجعية للشبكة، كرؤيتها الاستراتيجية ورسالتها الجمعوية، بالإضافة إلى مبادئها وخطة بناء قدرات منخرطيها، وكذلك مناقشة الوضع الجمعوي الحالي الذي تعاني فيه معظم الجمعيات من الهشاشة والتهميش والإقصاء في بعض الأحيان، سواء من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية او استغلال بعض المنتخبين لنفوذهم، وكذا الضعف المادي و صعوبة الولوج للدعم العمومي فضلا عن اشكالية الحصول على الوصل الذي لازال يتعنت بعض رجال السلطة في منحه لعدة جمعيات سواء عند التجديد أو التأسيس، وبهذا الخصوص تم تدارس مختلف امكانيات التنسيق والتعاون من أجل إنجاح كل المحطات الترافعية مستقبلا. وبعد نقاش مستفيض وحقيقي ينم عن وعي كبير بالدور الذي اصبحت تلعبه الشبكة جهويا ووطنيا، انتقل الجمع العام الى المصادقة على الوثائق وبعد ذلك تم تقديم استقالة المكتب.
وفي تصريح للأستاذ محمد بنلعيدي، رئيس الشبكة خص به موقع “المستقبل”، أكد أن سبب تشبته بالاستقالة يعود لعدة اعتبارات، منها ظروفه الصحية و المهنية، بالإضافة إلى الحصار المادي التي تخلقه عدة جهات نافذة إقليميا لأن الشبكة، حسب قوله، لا تطبل لمشاريع البهرجة، وأن ترفع دائما من إيقاع العمل المدني الوازن، مما يحرج بعض الجهات اقليميا وجهويا واحتفظ لوقت اخر بالاعتبارات الاخرى. و بهذا الإنجاز المدني و الجمعوي الديمقراطي تكون الشبكة قد وجهت عدة رسائل الى كل من يهم الامر محليا واقليميا ووطنيا ان المجتمع المدني بمنطقة دكالة عموما، وسيدي بنور على الخصوص، هو حي و فعال لا ينقصه الا المواكبة والدعم ومنحه مساحات الاشتغال حتى يقوم بادواره الدستورية ويكون مساهما حقيقيا بجانب مختلف المؤسسات العمومية وكل الشركاء من أجل تنزيل أفضل للديمقراطية التشاركية ومواكبة مختلف السياسات العمومية.
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن مجموعة مهمة من الجمعيات من مختلف مناطق دكالة التئمت في الجمع العام الاستثنائي الذي دعت إليه شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية من أجل المصادقة على وثائقها المرجعية وتجديد هياكلها الممثلة في المكتب التنفيذي والمجلس الجمعوي يوم السبت 26 الأخير من مارس 2022 بقاعة الاجتماعات بالجماعة الترابية بسيدي بنور.