أيام قليلة تفصلنا عن ليلة نزول القران الكريم، وعن الليلة التي يكثر فيها الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، إنها ليلة القدر، التي عظمها الله وجعلها خير من ألف شهر.
ليلة هامة لجميع المسلمين في كل بقاع العالم، ليلة ينتظرها كل مسلم ومسلمة بفارغ الصبر، ليلة يختم فيها القران الكريم، وتكثر فيها العبادة والدعاء أملا في المغفرة من الله سبحانه وتعالى.
وليلة القدر لهذه السنة ستكون مختلفة عن ليلة السنتين الماضيتين، التي منع فيها وباء كورونا المسلمين في كل أنحاء العالم من أداء الصلوات بالمساجد، ومن ممارسة الطقوس والشعائر المرتبطة بهذه الليلة المباركة.
وتحظى ليلة القدر بطقوس خاصة، حيث يتم إحياؤها بشكل مختلف عن كل أيام السنة، وخصوصا أيام شهر رمضان، ويحتفل المغاربة في ليلة السابع والعشرون بعادات وتقاليد مميزة لا تتكرر في أي مناسبة أخرى.
صوم الأول للأطفال:
تحرص الأسرى المغربية في ليلة السابع والعشرون من رمضان على تحفيز وتشجيع الأطفال على الصيام، وتحبيبهم في صوم رمضان.
ويرتبط الصيام الأول للأطفال بعادات وطقوس خاصة، تبدأ من اختيار الزي الذي يرتدونه، حيث ترتدي الطفلة ملابس تقليدية مثل القفطان، ويرتدي الطفل جلبابا تقليديا أو جبادورا، مرورا بنوعية الأطعمة التي تقدم، وتنتهي بأخذ صور تذكارية، وحملهم فوق “العمارية”.
ختم القران والاعتكاف في المساجد:
يحرص العديد من المغاربة في ليلة القرآن والغفران، ليلة السلام حتى مطلع الفجر، التي أنزل فيها القرآن، على ختم القران الكريم.
كما يتم خلال هذه الليلة العظيمة تنظيف بيوت الله، وتطيبها بمختلف أنواع الطيب، وتتزينها لاستقبال ضيوف الرحمان الراغبون في قيامها والطامعين في اقتناص فضلها.
احياء صلة الرحم:
تشكل ليلة القدر مناسبة لإحياء صلة الرحم، وزيارة الأهل والأحباب، والأصحاب لتهنئتهم بهذه الليلة المباركة، وقضاء وقت ممتع معهم، كما تشكل أيضا فرصة ثمينة لتلين القلوب، وتصالح بين الأنفس وإعادة الأمور إلى نصابها.
ويحرص المغاربة في ليلة القران والغفران على الاجتماع في بيت الوالدين، أو في بيت الأخ الكبير، لإعداد الكسكس للعشاء وأكله جماعتا.
الرواج التجاري:
تعرف التجارة خلال ليلة القران والغفران رواجا كبيرا خاصة تجارة بيع الملابس التقليدية، وبيع الفواكه الجافة المعروفة ب”الفاكية”، كما تزدهر أيضا في هذه الليلة العظيمة تجارة بيع العطور والبخور بانواعها.
ويقبل المغاربة خلال هذه الليلة على اقتناء الملابس التقليدية مثل الجلباب، والقفطان، وعلى اقتناء البخور والعطور بمختلف أنواعها، لاستخدامها لتطيب منازلهم.
هند بن فارس