كشف الدكتور كريم الوالي، أخصائي التغذية العلاجية بالدار البيضاء، أن البكتيريا النافعة لها أهمية كبيرة على جسم الإنسان، وشدد على ضرورة العناية بها.
وفي مداخلاته في الندوة العلمية التي نظمها معهد موروكو بيوكودكس، مساء أمس الثلاثاء 5 يوليوز 2022، على هامش اليوم العالمي للميكروبيوم، الذي يصادف يوم الجمعة 27 يونيو 2022، أكد الدكتور الوالي أن الجراثيم البشرية تتوافق مع جميع الكائنات الحية الدقيقة التي استعمرت جسم الإنسان، والتي يتعايش معها. وقال: “إنها مسألة بكتيريا في الغالب ، ولكن أيضًا فيروسات وفطريات وخمائر وحيوانات أولية. وأضاف: “يختلف تكوين الجراثيم باختلاف الأسطح التي تستعمرها. وهكذا نميز بين الجراثيم الجلدية، والجراثيم المهبلية، والجراثيم البولية، والجراثيم التنفسية، وميكروبات الأنف والأذن والحنجرة، والجراثيم المعوية، المعروفة علميا باسم “الميكروبيوت”.
وأشار أخصائي التغذية العلاجية أن “الميكروبيوت” مكونة من مائة تريليون (10 درجات مئوية) من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات (بما في ذلك الخمائر) وحتى الطفيليات. وقال: “من بين الفوائد الملموسة الأخرى لبكتيريا الأمعاء أنها تساعد أولاً على الهضم. ولكنها تعمل أيضًا كحاجز ضد مسببات الأمراض والسموم، كما أنها تلعب دورًا دفاعيًا في تطوير جهاز المناعة وتسهل حماية الجهاز الهضمي ونضجه.
وأضاف الدكتور الوالي قائلا: “يقودنا هذا إلى الحديث عن نقطة مهمة أخرى تشير إلى هذه الكائنات الحية الدقيقة: ” ديسبيوزي”. أو انهيار التوازن بين مليارات الكائنات الحية الدقيقة في الميكوبيوت وعلاقتها الجيدة بجسمنا. بسبب الوراثة، أو النظام الغذائي غير المتوازن، أو المضادات الحيوية … عوامل “ديسبيوزي” متنوعة ومتعددة.
وكشف أخصائي التغذية العلاجية أن الأبحاث العلمية، تظهر اليوم، أن هذا الخلل في توازن الميكروبيوت يرتبط بأمراض مختلفة، انطلاقا من متلازمة القولون العصبي إلى السمنة، بما في ذلك التهاب الجيوب الأنفية المزمن والأكزيما.
وقال: “من هنا يأتي السؤال الحاسم الذي تطرحه مشكلة المضادات الحيوية التي تخل بتوازن الميكروبيوت، في عالم يستخدم فيه مليارات البشر هذا النوع من الأدوية، بإسراف غالبا، وعن طريق التطبيب الذاتي”. وأضاف: “وفقًا للأبحاث الأخيرة، فإن المضادات الحيوية، إذا قضت على الجراثيم المسببة للأمراض (الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب أو يمكن أن تسبب المرض)، فإنها يمكن أن تدمر أيضًا بعض البكتيريا المفيدة داخل الميكربيوت لدينا، مما يتسبب بشكل منهجي في الخلل أو ” الديسبيوزي”. والذي يمكن أن يسبب الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية. يمكن أن يؤثر هذا على ما يصل إلى 35٪ من المرضى وفي الأطفال، يمكن أن تصل هذه النسبة إلى 80٪. ناهيك عن أن الجراثيم المعوية، على الرغم من درجة معينة من المرونة (أي أن تكوينها يعود إلى تركيبة قريبة مما كانت عليه قبل الخلل الذي تسببه المضادات الحيوية)، لا يمكن أحيانًا استعادتها بالكامل.
وفي الختام، أفاد الدكتور الوالي أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن المضادات الحيوية يمكن أن تغير تنوع ووفرة البكتيريا، ويمكن أن يطول هذا الخلل (عادة 8-12 أسبوعًا بعد التوقف عن العلاج).
ومن هذا المنطلق، يقول أخصائي التغذية العلاجية، فإن البحث العلمي يركز، الآن، بشكل متزايد على مسألة ما يسميه المجتمع الطبي: البروبيوتيك. وقال: “ببساطة، البروبيوتيك هي “كائنات حية دقيقة، عند تناولها بكميات كافية، تمنح فائدة صحية للمضيف”. وأردف قائلا: “هذه الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا أو الخمائر عند تناولها بكميات كافية يمكن أن تعمل بشكل فعال وغير ضار على جسم الإنسان. إنها تمنح فائدة صحية للمضيف ولها تأثير إيجابي على صحة الشخص الذي يأخذها”.
من جهتها، كشفت مليكة الصقلي، المديرة العامة لمختبر “بيوكوديكس المغرب” ان معهد “ميكروبيوتا بيوكوديكس ” هو مركز علمي دولي يهدف إلى تعزيز الصحة من خلال نشر الأبحاث العلمية المتعلقة بالكائنات الحية الدقيقة البشرية أو الميكروبيوت. وقالت: “يستهدف المعهد كلا من المهنيين الصحيين وعامة الناس من أجل زيادة وعيهم بالدور الحاسم الذي يلعبه هذا النظام غير المعروف إلى حد كبير في جسم الإنسان”.
وأوضحت الصقلي ان مؤسسة “ميكروبيوتا بيوكوديكس” تهدف إلى دعم البحث في الكائنات الحية الدقيقة أو الميكروبيوت من خلال تقديم منح سنوية. وهي توجه، في كل سنة، دعوة دولية للعمل حول موضوع معين يتعلق بالميكروبيوت وجمعياته، وكذلك دعوات وطنية لمشاريع من هذا القبيل في بلدان مختلفة.
وأضافت المتحدثة ذاتها أنه تم، في المغرب، تعيين 4 منح منذ 2018، وبالتالي يتم تمويل البحث حول الميكروبيوت لأربع فرق باحثين مغاربة.
جدير بالذكر أن بيوكودكس هي شركة أدوية لعائلة فرنسية ومقرها في منطقة باريس، تأسست سنة 1953 حول تطوير وتسويق أول سلالة في العالم من خميرة البروبيوتيك ، Saccharomyces boulardii CNCM I-745 ، تم اكتشافها في عام 1923. منذ ذلك الحين ، تحولت من شركة رائدة إلى فاعل دولي رئيسي في مجال الكائنات الحية الدقيقة. في الوقت نفسه ، ركز مركز Biocodex R & D على الجهاز العصبي المركزي من خلال تطوير دواء لأمراض اليتيم DIACOMIT®️. في نهاية عام 2019 ، واصلت Biocodex تنوعها من خلال حيازة مختبرات Iprad ، المتخصصة في صحة المرأة.
كما تعتبر بيوكوديكس المغرب، شركة تابعة لمجموعة Biocodex ، وهي مؤسسة صيدلانية صناعية تقوم بتصنيع وتوزيع الأدوية والمنتجات الصحية. بدأ تاريخ Biocodex في المغرب منذ 50 عامًا بإطلاق Saccharomyces boulardii CNCM I-745®️ في السوق في عام 1972 تحت العلامة التجارية ULTRA-LEVURE®️.