العرائش: تجهيز عروس ماطا في اليوم الثاني من المهرجان مع أمسيات فنية ألهبت حماس الجمهور

تميز اليوم الثاني لمهرجان ماطا في دورته العاشرة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بتحضير عروس ماطا التي حيكت على حسب أعراف وتقاليد أهل المنطقة، والتي تحمل دلالة رمزية وتعكس تكريما واحتفاء خاصا بالمرأة المغربية التي شاركت في البناء الثقافي للهوية المغربية على مر التاريخ.

كما تضمن بعض برنامج اليوم الثاني فقرات تنشيطية شملت حملات تحسيسية وتوعوية بأهمية احترام البيئة، والنظافة والصحة، إلى جانب فضاءات وورشات خاصة بالأطفال تشمل الرسم وغيرها من الأنشطة المستوحاة من عالم الطفل.

وفي الختام، استمتع الجمهور الذي حج بكثافة إلى مدشر زنيد بسهرة فنية متنوعة استهلت فقراتها بوصلة شعبية للفنان عبد العالي التوناتي ألهبت حماس الجمهور الذي قدم من مختلف مدن واقاليم شمال المملكة، فضلا عن ضيوف المهرجان من دول افريقيا جنوب الصحراء واوربا، ليبدع بعد ذلك الفنان حوسي 46 في امتاعهم بمقتطفات شعبية، قبل أن تصعد إلى المنصة الكوميدية هناء المرنيسي التي تألقت في وصلة فكاهية نالت استحسان الجمهور، ليعود الفن الشعبي من جديد، وهذه المرة مع الفنانة وفاء الصنهاجي، قبل أن يختم الحفل بمنوعات غنائية للفنان الحر الذي تجاوب معه الجمهور بحرارة وردد معه كل أغانيه.

للإشارة، فإن الدورة العاشرة لمهرجان ماطا الدولي للفروسية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيام 30شتنبر 01 /02أكتوبر 2022، جاء بعد تأجيل الموعد الرسمي تضامنا من القائمين عليه مع متضرري الحرائق بإقليم العرائش. وقد اختير له لهذه السنة شعار: “ماطا: تراث أصيل ورافعة للتنمية المستدامة”.

ويهدف هذا الحدث الثقافي، الذي تنظمه الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي اليونيسكو، إلى المحافظة على تراث فروسية ماطا المميزة لشمال المغرب، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والسياحية وتشجيع تسويق المنتجات المجالية والصناعة التقليدية المحلية.

جدير بالذكر أن أصل هذا التراث الوطني يعود إلى حقب تاريخية توزعت بين الجانب الروحي والإرث الشعبي، الذي صانه لسنين عديدة نقيب الشرفاء العلميين الراحل الأستاذ عبد الهادي بركة، والذي كانت غايته في ذلك الحفاظ على هذا الموروث الوطني للأجيال الصاعدة.