نظمت مجموعة بايير الألمانية للصناعة الصيدلية والفلاحية، القوية بحضورها في المغرب منذ ستة عقود، يومها الثاني Bayer Corporate Day، تحت وصاية وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يوم 25 أكتوبر بالدار البيضاء.
وحسب بلاغ توصل موقع “المستقبل” بنسخة منه، تتمحور دورة هذه السنة حول موضوع “قيادة التحول المسـتدام في إفريقيا”، الذي سيناقش في إطار جلستين بمشاركة متدخلين رفيعي المستوى.
شكل موضوع إعادة ابتكار النموذج الفلاحي الإفريقي أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام المشاركين، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الابتكار والتكنولوجيا الجديدة كروافع لا محيد عنها للنمو ولتمكين السكان عبر ربوع القارة من فلاحة نوعية وكافية.
وبالمناسبة، قـال جـان بابتيسـت بـولاي، مدير عام باييـر شـمال إفريقيـا: “اليوم، الظرفيـة الدولية ضحية زوبعـة تضخميـة، والتي تتجلى في الارتفاع الصاروخي لأسعار منتجات الطاقة والمنتجات الغذائية”.
وأضاف: “خلال يـوم Bayer Corporate Day في دورته الثانيـة، أجمـع المتدخلون علـى دعوة إفريقيا إلى إعادة تصور نماذجها للإنتـاج والاسـتهلاك، خصوصـا وأن الفلاحة الإفريقية تواجه اليوم نموا ديموغرافيا يزيد مـن شدة ضغط الطلب على المنتجات الغذائية”.
مـن جانبه، أكد رشيد بنعلي، نائب رئيـس كومادير، بقـوة على ضـرورة إعادة النظر في أنماط الاسـتهلاك الغذائيـة وقال : “يجب توقع ذلك منذ الآن، وتحسيس السكان في هـذا الاتجـاه، مــن أجل استهلاك أفضل لبعض المنتجات الغذائية المشتقة مــن مواد أولية على غرار الخبز، مع الحد من الفوضى الغذائية بالنظر إلى الظرفية العالمية التي تتسم بتوتر تموينات بعـض المنتجات مثل الصوجا والحبوب والقمـح، فمن الضـروري تحسين الاستهلاك وبكميات أقل”.
وذكر المشاركون في مداخلاتهم بمدى ارتباط الفلاحة الإفريقية اليوم بتداعيات الأزمات العالمية، ولكن أيضا إزاء التقلبات الجوية، التي تساهم بشكل كبير في تفاقم الاضطرابات الغذائية فـي القارة، الشيء الذي يزيد مـن حدة التبعية الغذائية.
وأشاروا جميعا بأصابع الاتهام إلى الواردات، المكثفة والباهظة الثمن، للمنتجات الأساسية كالقمح والحبوب والأرز، والتي تقوض الإمكانيات الهائلة للنمو في إفريقيا.
وشكل ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الموارج المائية أبرز الرهانات الأخرى التي سجلها المشاركون.
وبهذا الصدد قال أمين بنونة، الخبير في مجال الطاقة: “من الضروري أن يكون الولوج العام للطاقة أمرا فعليا في القارة الإفريقيـة فعندمـا نعلـم أن 600 مليـون إفريقي ليس لديهم ولوج إلى الكهرباء، كيـف يمكن إذن أن نتحدث عن تنميـة فلاحة مستدامة مع وجود مثل هذا الإكراه الثقيـل؟ إذا أرادت إفريقيا أن تنجح في انتقالها الطاقي وردم هــوة تخلفهــا، يجب عليها، على غرار المغرب، أن تقــوم بكهربة مجمـوع القارة وبتمكين السكان والفلاحين من الربط بالطاقة العصرية”.
مــن جانبها أثارت شرافات أفيلال، الوزيرة السابقة المكلفة بالماء، والمتخصصة في الموارد المائية، انتباه الحاضرين إلى ضرورة إقامة حكامة ناجعة من أجل تدبير أفضل للماء، الذي يتجه إلى أن يصبح موردا نادرا بشكل متزايد في المغرب وفي معظم بلدان القارة”.