نظمت African Global Health (AGH)، كمنظمة تتبنى أهداف تعزيز الصحة في القارة الإفريقية، يوم أمس الخميس 22 دجنبر الجاري بالدارالبيضاء، مؤتمرا علميا للإعلان عن إطلاق فعاليات الميثاق الإفريقي للحد من المخاطر الصحية.
وتأتي هذه المبادرة تتويجا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، التي انعقدت تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس خلال الفترة الممتدة ما بين 16 و18 نونبر الماضي بمراكش، بمشاركة 800 من الشخصيات رفيعة المستوى من 60 دولة.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر العلمي، أكدت الدكتورة إيمان قنديلي من المغرب، رئيسة منظمة (AGH) بمكتب اللوجستيات المحلي، أن هذه المبادرة المغربية تروم إرساء لبنات سياسة قارية مشتركة في ما يتعلق بمجالات الصحة والحماية الاجتماعية بالقارة الإفريقية.
وأوضحت الدكتورة قنديلي، في تصريح إعلامي، أن هذا المؤتمر شكل فرصة لتأسيس مكتب لوجستيكي إفريقي لدى المنظمة مكون من ما يقارب 10 خبراء أفارقة، يمثلون كلا من دول زيمبابوي، جنوب إفريقيا، زامبيا، رواندا، كينيا، السودان، مصر، السينغال، وكذا المغرب، وذلك من أجل الكشف عن الملامح النهائية لميثاق إفريقي تاريخي برسم سنة 2023، كإطار عمل شامل لخدمة سكان القارة السمراء والحد من الأخطار المحدقة بها.
وأشارت المتحدثة ذاتها أن الخبراء الأفارقة المعنيين يرفعون، بهذه المناسبة، رسالة مفتوحة للاتحاد الإفريقي من أجل المساهمة في دعم الميثاق الإفريقي الموقع من قبل الخبراء والدول الإفريقية، وذلك تحقيقا لسيادة سياسات الصحة العمومية بالقارة الإفريقية عبر التلاحم والعمل المشترك وتقاسم الخبرات والتجارب الناجحة.
وفي تصريح مماثل، أكدت الدكتورة رانيا ممدوح، أستاذة مساعدة الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة، أن نشر ثقافة الحد من المخاطر الصحية بإفريقيا هي فكرة جديدة جاءت بمبادرة من المغرب، حيث لا يتوقف الأمر فيها عند العمل على التقليل من مادة النيكوتين أو المخدرات وغيرها فحسب، بل تتعداها بحسب الأبحاث لتشمل كافة البرامج المؤدية للحد من انتشار مختلف الأمراض، مما سيساهم في توفير الأموال التي تصرفها وزارات الصحة العمومية بإفريقيا في هذا الاتجاه.
وأشارت بصفتها عضوا بالمجلس الإداري للمنظمة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية (AGH) الى أن هذا المؤتمر، يبقى ثاني لقاء بعد مناظرة مراكش التي خرج إعلانها بـ 14 توصية، مبرزة أن عدد المنخرطين بها ما يزال في تزايد مستمر بعد ما انطلقت في البداية بأربع دول إفريقية فقط خلال شهر نونبر المنصرم.
ودعت إلى ضرورة تكثيف جهود كافة الدول الإفريقية من أجل إيجاد حلول مشتركة لمشاكلها الصحية، وكذا العمل على نشر البرامج الكفيلة بخفض أضرار أمراض منها السكري والسمنة والتعاطي لشرب السجائر والإدمان وتفادي الإصابات بالسرطان.
للإشارة، فقد تميز هذا اللقاء الدولي بجملة من المداخلات انصبت أساسا حول ما تضمنته توصيات إعلان مراكش المتوج المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية و طبيعة الميثاق القاري المعتمد لتأمين السيادة الصحية بافريقيا، وكذا برنامج (AGH) برسم سنة 2023.
واليوم، وفي خضم تدبير أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، فإن الحد من المخاطر قد استأثر مجالات العمل المفاهيمي على سياسات الصحة العامة المستقبلية المبنية على القيم الإنسانية التي تنقل مفهوم المريض- المواطن، وإشراك المريض في تغيير تخطيط النظم الصحية، وتغيير رؤية المريض إلى روية المواطن من خلال الحد من المخاطر.
جدير بالذكر أن اتجاهات العمل تسعى لأن تكون تكاملية ومتعددة المجالات، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهو ما سيمكن من خلق تعاون بين وزارات الصحة الإفريقية على مستوى الخبراء والمؤثرين، بالإضافة إلى مشاركة وزارات الشؤون الخارجية ومختلف الشركاء والمتدخلين في إطار تكافلي موحد، وذلك تماشيا مع نقطة الانطلاقة الأولى التي شكلها مؤتمر مراكش الذي وضع الصحة العامة في قلب مستقبل الصحة بإفريقيا.
