أخبار عاجلة

المختار شعيب يكتب: تغيير الموازين

بقلم: المختار شعيب

يعيش الغرب منذ سنوات طويلة، صراعات خفية تجلت في انسحاب بريطانيا من تكتل الاتحاد الاوروبي، لأنها عانت من كثرة تقديم مساعدات لرومانيا وبلغاريا وغيرهم من أوربا الشرقية، ودول إفريقية واخرى أسيوية، انها تعاني ضغطا على مستشفياتها لسمعتها الحسنة داخل وخارج الاتحاد، ان الولايات المتحدة الأمريكية ضغطت لتخرجها من التكتل، لإضعاف الدول الغربية التي لم تعد تتبع سياسة واملاءات الأمريكيين، والآن في خضم حرب روسيا – اوكرانيا، لم يكن اجماع حول مسار وقف هذه الحرب، وفرض حظر على روسيا اقتصاديا، لأن دول الاتحاد اقتصادهم متناقض ومتفاوت، فألمانيا مثلا تتعامل سرا مع روسيا بفعل الغاز والطاقة، اما فرنسا فلها المستعمرات رغم استقلالها لازالت التبعية لها رغم أن مستعمراتها لم تعد كما كانت بقرة حلوب، شرخ كبير سيكون انهيارا لتكتل تتضارب فيه المصالح، وكما يقال ما خفي كان أعظم، وما قدمته قطر صادم وما تدافع عنه الشعوب هو القومية وتقارب شعوبها وساستها ليكونوا وحدة تحقق نهضة في كل الميادين.

عدا ذلك (التكتل والاتحاد من المحيط الى الخليج)، سيحتم على الدول العربية/الإسلامية فتح باب الاستثمارات وتقوية اقتصادها رغم اكراه العولمة والمنافسة الشرسة بين الدول.
ما وقع في قطر يبين العلاقات الوطيدة بين جميع شعوب المحيط الى الخليج، من محبة وتآخي واحترام متبادل بينهم، ووحدتهم والتفافهم حول القضية الفلسطينية يدل على ان الأمة الإسلامية بخير وهي اشارات بشارة، لدلالات فيها الكثير من الرسائل التي ترسخ للوحدة وتقوية الروابط المشتركة، وتعزيزها والسهر على تجذرها كقضية اسمى تحت ما قد يسمى “الامن القومي”.

لكن تغيير الموازين قائم، لأسباب عدة وهي:
العمل على استثمارات في مناطق العدو الرأسمالي، والتحكم في اعتد الأندية الرياضية العالمية او التي اصبحت ترعب العالم، وأيضا شراء اسهم عدة شركات في مجالات الاقتصادية، بالإضافة إلى شراء اراضي خصبة في دول امريكا الجنوبية، وقيامهم بفرض سلطتهم وقيمتهم، في دهاليز الامم المتحدة، وغيرها.

ففي توحيد الدول العربية الإسلامية، ضربة موجعة لهم، لأنهم يعرفون جيدا ان الدين الإسلامي دين منتشر في كل مكان رغم محاربته، لكن يحسب له انه دين حضارة ورقي، دين احترام وتقدير، بفضله استشفت وانهلت منه باقي الحضارات، ويعلمون يقينا ان استفاقة الحضارة الإسلامية، انتهاء لحضارتهم رغم ما يروجونه لنا كواقع لا يعلى عليه، انهم يصنعون ونحن نستهلك، هم يكدسون الارباح في شتى المجالات، ونحن نسير نحو حافة الإفلاس على غرار القرنين الخامس عشر والسادس عشر، في ظل المذهب الميركانتيلي الذي يقوم على تجميع وتكديس المعادن الثمينة، لأنها كانت اساس قوة الدول.

شاهد أيضاً

محمد خليفة يكتب: فرنسا.. والتحولات السياسية

محمد خليفة (*) دخلت فرنسا في مسار تغيير عميق بعد الانتخابات الأخيرة البرلمانية، التي جرت …