مصطفى منيغ يكتب: صيحة مغربي ليس بنقابي

تطوان : مصطفى منيغ (*)

ارتعِش كما تشاء ، فلن تفلت من عدالة السماء ، وأنت تُرَوِّجُ في الصباح ما يكذبه المساء ، في بلد ازدحم الظُلم مع الاستبداد يَعْدِم كل رجاء ، في غدٍ يعيد لمُجملِ المغاربة ما كان قبل هذا العهد من رخاء . وأنت تلوِّح بما يجعله جنة في نُعاسِ المَمْعُودِ دون حياء، إن كنت لا تستطيع قول الحق غَيِّرِ المهنة لمدَّاح العروس تجعل منها بدل المسنة الشَّمطاء تلك الفاتنة الحسناء ، ستربح نفس الأجر المجرور به شاهد الزور يوم الحساب الأكبر لأشد جزاء. المغرب أيها الشبيه بالصحفي انكشف أمر المتحكمين في دواليبه السرية المحوِّلين أغلبية المغاربة إلي مجموعات مقسَّمة من الأشياء ، أحزاب سياسية مفصَّلة على قياس تنفيذ ما تُؤمَر بتنفيذه عملها الأساسي تأطير المواطنين على حسن الإصغاء، ثم الانصراف بنظام وانتظام مطأطئي الرّؤوس إن أرادوا البقاء، يستنشقون في أكواخ يقيمون داخلها روائح ما بجانبها من مطارح الأغنياء ، وجمعيات اقتبسوا شعارها من الغرب تحت عنوان جمعيات المجتمع المدني وهل لنا في بعض المغرب مجتمع حتى يكون مدنياً أم حسبونا أغبياء ، نساير ما يأتون به من مبالغ مالية على شكل هبات هدفها تحويل المجتمع الذي نعرفه من أسد ولبؤات وأشبال إلى ابل وبقر وأغنام كتخطيط لهؤلاء الذئاب ليشبعوا من افتراس اللحم بعدما شبعوا من مصِّ الدماء.

…غدا تصطفّ بعض النقابات خلف ترجمة التعليمات لأحاديث مسرحية تُظهر الاستخفاف بالديمقراطية بصراخِ قلَّة من الرجال وأقلَّ منهم عددا النِّساء ، مستعملين ما شاؤوا من نبرات التعبير لمدة ساعتين أو اقلّ في مثل اليوم اليتيم ليعيشوا على امتداد عامهم هذا أسوأ مما كان حالهم قبله يحملقون (كعادتهم منذ التحاقهم بتلك النقابات لسنوات طوال) في سُحُبِ السَّماء ، وجميعهم يعلم أن الشعارات التي رفعوها خلال مرورهم بشوارع محدَّدة مسبقا تتضمَّن ما يصطلي داخل صدورهم من غضب الضعفاء ، الدولة (ممثلة في وزارة الداخلية) مَن دفعت وبسخاء ، نفقات ابتياع تلك الرقع أكانت ملونة أو بيضاء ، بل هي ملايين من الدراهم توضع رهن إشارة من يقود تلك النقابات لتكون مسكونة تحت الطاعة العمياء ، وفي ذلك يطول الشَّرح لمن لم بفهم بعد أن الكل تحت السيطرة الحمراء ، حتى وان وصف مَن وصف الحكومة في مثل المناسبة وجهرا في الطَّلق من الهواء ، ما دام المسموح به يتردد لساعتين على الأكثر وينتهي الضجيج المنظم الضامن بكيفية مطلقة الحالة المصنَّفة بالمزرية على البقاء.

(*) سفير السلام العالمي

aladalamm@yahoo.fr