تتبني السعودية في مجال كرة القدم استراتيجية طموحة تسعى للرفع من مستوى الدوري الكروية وقيمته التسويقية. ويدخل ضمن ذلك، استقطاب نجوم الكرة العالمية المدعوم من طرف الدولة عبر صندوق الاستثمار. فهل ستنجح هذه الاستراتيجية وتحقق أهدافها، أم أنها ستجعل من البلد ملاذا لتقاعد النجوم المريح ويفسد المال متعة اللعبة؟
يستمر مسلسل انتداب نجوم المستديرة إلى دوري روشن، فبعد توقيع نادي النصر السعودي اواخر السنة الماضية مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مايزال نجوم الصف الأول يتوافدون إلى الدوري السعودي واحدا تلو الآخر، فهاهو الفائز بالكرة الذهبية لسنة 2022 الفرنسي كريم بنزيما يسير على خطى زميله السابق في ريال مدريد ويوقع للاتحاد السعودي ، بعده بأيام قليلة سيلتحق به متوسط الميدان الفرنسي نغولو كانتي والمتوج بكاس العالم مع بلاده سنة 2018 قادما من تشيلسي الإنجليزي .
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أشارت تقارير صحفية الى محاولة لاستقطاب النجم الفرنسي كليان مبابي من قبل الهلال السعودي بعرض خيالي أثار ضجة عالمية. وحسب جريدة ليكيب الفرنسية، فإن اللاعب ذي ال 24 ربيعا رفض لقاء ممثلي الفريق السعودي.
إن كان الرفض خيارا لمبابي، فلم يكن كذلك لآخرين منهم الدولي الجزائري رياض محرز والقادم من مانشيستر سيتي الانجلزي إلى صفوف نادي أهلي جدة بصفقة تقدر ب38 مليون دولار لمدة اربع سنوات. قبله استقطب نفس النادي كلا من الحارس السينغالي ادوارد ميندي القادم من تشيلسي والبرازيلي روبرتو فيرمينو الذي انضم إليه في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع ليفربول. ومن المرتقب أن يجاور السينغالي ماني كريستيانو رونالدو في النصرحيث سبق للفريق البافاري استبعاد ماني من قائمة المعسكر التدريبي لبايرن ميونيخ في آسيا.
تبني السعودية لخطة استقطاب نجوم الكرة العالمية المدعوم من طرف الدولة عبر صندوق الاستثمار لم يأت من فراغ، فالمملكة تسعى للرفع من القيمة التسويقية للدوري المحلي تماشيا مع رؤية 2030 للمملكة للظفر بتنظيم كأس العالم.
هذا الطموح السعودي تمخض عنه تياران مختلفان حيث يتخوف كثيرون من محبي اللعبة أن يفسد المال كرة القدم وأن تفقد متعتها حسب تعبيرهم في اشارة منهم ان الكرة الجميلة لا يجب ان تخرج من نطاقها الاوروبي وان الاولوية يجب ان تكون للدوريات الاوروبية فقط، بينما تتفاءل فئة اخرى بهذه التغييرات في سوق الانتقالات وترى انه لا يجب حصر متعة كرة القدم في نطاق معين دونا عن غيره.