أخبار عاجلة

طنيش يكتب: ظاهرة المجموعات والبعد التاريخي مسارا وأنماط

ذ. أحمد طنيش (*)

يعتبر ميلاد الظاهرة الغيوانية ظاهرة في حداته وإن تحولت الظاهرة مباشرة بعد ميلادها التاريخي والشرعي من مجرد شرارة البداية وقوتها وصدمتها ورمزيتها إلى حفر المكانة الثابتة والقوية والمترسخة في الوجدان الجمعي والتي أصبحت فيما بعد، باسهامات مشهودة لأعلام متعددين ومجايلات فنية منهجا يستلهم منه التصور والرؤية والمسار والأنماط؛ لذا علينا في البدء أن نحدد المفهوم، كون الظاهرة تنعث بها التجارب الجنينية التي تولد بدون مرجعية ولا بداية مخطط لها، عكس التجربة الغيوانية التي عمرت أكثر من نصف قرن وتجاوبت وتخاطبت مع الإرث والتراث حتى أمست نمطا فنيا بل حركة ومسارا غنائيا تجاوب مع باقي التجارب من العالم.

هذا وفي إطار البحث في تاريخ الظواهر الفنية نجد النشأة والينوع والنضح شبيه ببعضه البعض، لأن كل هذه الظواهر نشأت في أحياء بسيطة وهامشية مثل الحي المحمدي الذي كان إلى الأمس القريب عماليا بامتياز وفي نفس الوقت فلاحيا ومع هجرات التي عرفتها تحولات العالم أصبح مكتظا وتناسلت إلى جانب البلوكات والعمارات عدة كريانات أخدت من الأسماء، صفات وحركيات وأسماء علم، كريان “الحايط” كريان “البشير” كريان “عيد العرش” كريان “القبلة” وهكذا دواليك، وفي الكريان تأسست جينالوجيات بشرية، كما نشأت بدرب مولاي الشريف أعرق دروب الحي المحمدي وأقدمها، تجارب بشرية مختلفة ومتنوعة المصدر الجغرافي وتداعياته، وبذلك تكون ونشأ الحي المحمدي الظاهرة كحي تم تولدت فيه ظواهر مختلفة فنية وثقافية ورياضية وجمعوية تم غيوانية بل وحتى بشرية وغيرها، والغيوان هنا نسبة إلى المعنى الذي يعني “أهل لفهامة” أي الذين يسبرون معنى المعنى ويدركون ما وراء المعنى، وهم الدراويش وأهل الصوفية والحكمة، ولعل الارتباط الأول بهذه الظاهرة كان بفضل الكلمة، وهي نفس الارتباطات لباقي الظواهر عبر المعمور، التي مارس أصحابها سلطة الكلمة البليغة النافدة المشخصة للأوضاع الاجتماعية والمتطلعة للتغيير، وهي النزعات التي تود أن توصل الخطاب بطرق فنية وبتعابير شعبية بدون لف ولا دوران ولكنها في نفس الوقت تركب الشاعرية والإشارات الدالة في المعنى والمبنى، مع توظيف الجسد والجذبة كلغتين تعبيريتين لهما الحكاية والتاريخ، كأقدم تعبير بشري، له معاني الصراع مع الطبيعة والحيوان بل وحتى الذات والآخر مع اختلاف العادات والتقاليد وتلاقحاتهما..

(*) المسؤول الإعلامي للمهرجان

شاهد أيضاً

توقيع إصدارات جديدة في مهرجان سيدي قاسم يعزز حضور النقد السينمائي بالمغرب

يشهد مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير، في دورته الخامسة والعشرين المزمع تنظيمها من 7 …