في تعقيبه على ما تقدم به رئيس الحكومة في مداخلته خلال الجلسة العامة بالبرلمان المغربي وتأكيده على رغبة الحكومة في الحفاظ على الزاد البشري من الكفاءات المغربية خصوصا الأطباء والمهندسين، والذين تستهدفهم الدول العظمى، أوضح الدكتور لحنش شراف، خبير في التواصل الصحي، أن الخطاب اتسم بالصبغة العاطفية أكثر منها إرادة سياسية، وقال: “الإرادة السياسية ترتكز على أرقام ومعطيات وتحفيزات تشكل عوامل تستطيع إقناع هاته الأدمغة بالبقاء عوض التغني بكون العيشة فالمغرب أفضل من العيشة بالخارج، وعوض وصف الوضع بالخارج بالخيالي كان من الأحرى التكلم بأرقام تعكس المجهودات الحقيقية لمعالجة الوضع المأساوي للمنظومة الصحية المتهالكة وترك اليد العليا بيد المستثمرين بالقطاع الصحي للنهوض بالمنظومة الصحية، والأحرى كذلك ترغيب العنصر البشري بالقطاع العام بالتركيز والبقاء بالمستشفيات نظرا للتقصير والخصاص الحاصلين بمعظم المؤسسات عوض منعهم من مغادرة القطاع العام والخروج للقطاع الخاص بقوة القانون، لكن تركهم يزاولون خلسة في ضرب صارخ للقانون”.
وأضاف الدكتور لحنش أن: “الملاحظ للشأن الصحي المغربي يتعجب صراحة من الكلام الفضفاض الذي يعكس حالة الفشل في تدبير هذا القطاع الاجتماعي بامتياز في تناقض صارخ مع البرنامج السياسي والانتخابي لكل الأحزاب، وهذا من شأنه أن يزيد من حالة نفور الأطر من الحقل السياسي المغربي”.
وشدد الخبير في التواصل الصحي على ضرورة “تذكير السيد رئيس الحكومة إلى أن بلادنا وهي تريد تعميم التغطية الصحية لم يعد مسموحا لها بالتمني، ولكن بالعمل وفق معطيات تضاهي ما وصفه بالخيال عندما تطرق للمنظومات الصحية بالخارج ولولا الوطنية المعهودة بالأطر المغربية وحبها لهذا الوطن لما تمسكت هاته الأعداد بالعمل في الوطن عوض الإلدورادو الأجنبي”.
