أخبار عاجلة

“سينما الشباب من المحلية إلى العالمية”.. شعار مهرجان تاصميت للسينما والنقد في دورته السابعة ببني ملال

تتأسس أرضية الندوة الرئيسية لمهرجان تاصميت للسينما والنقد في دورته السابعة، والمنظم من 13 إلى 16 دجنبر 2023 في مدينة بني ملال تحت شعار “سينما الشباب من المحلية إلى العالمية “على المنطلقات والأسئلة التالية:
من منطلق اعتبار السينما وسيطا بصريا يعتمد الوسائل التكنولوجية، ومن السينما كفن جميل يبتغي الإمتاع بالدرجة الأولى، ومن السينما كصناعة تروم الربح المادي وتسهم في التقليص من البطالة وتسهم في التنمية ويتوجب عليها الانخراط في تنافسية جادة لضمان الاستمرارية.
وحينما تقترن السينما بالشباب كمرحلة عمرية تتسم بالعنفوان والتمرد على القائم، وكفترة للعطاء ونكران الذات وغزارة الإنتاج، والشباب كرؤية مغايرة وكقيمة مضافة للمشهد، وكتراكم معرفي وثقافي وتجربة حياتية “شاملة”.
ومن منطلق الطموح الدافع نحو السعي من المحلية كحضور في الحي وفي المدينة/القرية ووطنيا من خلال الأندية السينمائية ودور الشباب والملتقيات والمهرجانات، إلى العالمية كجوائز قيمة وكتتويج وكثرة العروض والتنقلات وكعائد مادي وكحضور وازن.
وإذا ما استحضرنا أن السينما المغربية قد شهدت، في العقود الأخيرة، تطورا فنيا وتقنيا، وعرفت وفرة في الإنتاج سواء المصنف منه في الاحتراف أو الموضوع في خانة الهواة أو خارج التصنيف، ومن منطلق كون الشباب (كفئة عمرية) قد بصم بحضور وازن يكاد يطغى على حضور الرواد والمؤسسين، في إثراء المشهد وإغناء الخزانة السينمائية الوطنية.
وحيث إن هذا التطور في الكم والكيف ناجم عن انخراط الدولة في دعم هذا القطاع الحيوي، بموازاة مع تنامي المبادرات الذاتية للفاعلين المهنيين في الميدان بمواكبة إشعاع وطني تمثل في ظهور ملتقيات ومهرجانات وتظاهرات سينمائية شكلت متنفسا ومنصات لتصريف وإظهار المنتوج السينمائي المنسوب لفئة الشباب، على وجه الخصوص، في ظل غياب قاعات للعرض السينمائي أو شحها.
لتنبثق عن هذه المنطلقات أسئلة بديهية أحيانا وإشكالية في أحايين كثيرة، أسئلة طرحها بعض المهتمين أو أجابوا عنها باقتضاب، تفرض نفسها، من قبيل:
هل يراد بسينما الشباب:
– السينما التي ينتجها (يمولها) الشباب؟ أم التي يخرجها الشباب؟ أم التي يمثل فيها دور البطولة؟ أم التي يكتبها الشباب (السيناريست)؟ أم يزاول فيها مهنا سينمائية تقنية أخرى؟
– أم السينما التي يكون الشباب موضوعا لها؟
– أم السينما التي تتوجه إلى الشباب؟
وبعد أن فتح دستور المملكة الباب أمام الشباب من خلال التنصيص على ضرورة»…تيســير ولــوج الشــباب للثقافــة والعلــم والتكنولوجيـا، والفـن والرياضـة والأنشـطة الترفيهيـة، مـع توفيـر الظـروف المواتيـة لتفتـق طاقاتهـم الخالقـة والإبداعيــة فــي كل هــذه المجــالات”.(الفصــل33).
هل بادر الفاعلون المعنيون إلى تنزيل مقتضيات الدستور في فتح الباب أمام الشباب لتفتـق طاقاتهـم الخلاقـة والإبداعيــة فــي مجــال السينما سواء على مستوى البنى التحتية وفتح فرص التكوين ورصد الموارد المالية الكافية وحرية التعبير والخلق، أم أن هناك عوائق تحول دون تفتق المواهب وبلوغها العالمية؟ وهل يجوز لنا الحديث عن تكافؤ الفرص بتحديد النسب المخصصة للشباب خصوصا بعد إحداث صندوق لدعم الإنتاجات السينمائية؟
وإذا ما نظرنا بعين الفنية والإبداعية هل بلغ المنتوج السينمائي الشبابي المغربي مبلغ الحديث عن تأسيس مدرسة بخصوصيات وملامح مغربية أم أنها ما تزال محاكية لمدارس أخرى؟ أم إنها مجرد موجة جديدة عابرة؟ ثم ماذا عن التراكم؟ وماذا عن الإنتاجات والمبادرات الفردية؟
ألا يمكن اعتبار الحديث عن الطابوهات وإرضاء الميول والإيديولوجيات والتماهي مع سياسات بعض المهرجانات هو أساس التتويج، أم أن الأمر، فعلا، يقتضي أشياء أخرى: فنية وتقنية وجمالية ورؤية ومواقف؟ ثم ألا يمكن للجوائز، أن تشكل مدعاة للغرور والتقاعس فيما بعد التتويج بدل أن تكون أداة محفزة؟
هل يكفي الإلمام بالتقنيات أم أن الأمر يقتضي مخزونا معرفيا، يكسبه التقدم في العمر ويقتضي رؤية ووجهة نظر ومواقف إزاء القضايا المطروقة؟ وما هي حدود التقاطع بين الريادة والشباب؟ وهل حظ الشباب في السينما مقتصر على الفيلم القصير؟
ما هو السبيل لبلوغ العالمية؟ هل بلوغ العالمية يقتضي حتما المرور من مرحلة المحلية؟ ألا يجوز عكس الطريق بالبداية من العالمية؟ ثم ألا يعتبر التتويج داخل الوطن تتويجا عالميا؟.
ألا يجوز لنا التخوف من أن تصير المهن السينمائية وخاصة مجال الإخراج، مهن من لا مهنة له، ألا يحتم الأمر التقنين؟.
تلك بعض من الأسئلة البديهية والإشكالية أثارها بعض الممارسين والمهتمين بالشأن السينمائي تطرحها الندوة الرئيسية لمهرجان تاصميت للسينما والنقد في دورته السادسة، ممهدة للنقاش والتعمق والإلمام بجوانب عديدة لتحقيق هدف لا يُختلف عليه وهو تنمية وترقية السينما المغربية وإبلاغها مبلغ العالمية بشباب طموح يؤكد يوما بعد يوم جدارته وأحقيته في العالمية، دون إغفال أن التأسيس الحقيقي لبنيان السينما لا يتأتى إلا بتبني رؤى استراتيجية تستحضر مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والتقنية مسندة من إرادة سياسية واضحة ترى في السينما دعامة وموردا ماديا رئيسيا وسببا في جلب الاستثمار وتحقيق التنمية المنشودة.

شاهد أيضاً

“NOSFERATU”… فيلم يسافر بعشاق الرعب إلى أسطورة مصاص الدماء

أعلنت “يونيفرسال بيكتشرز” و”فوكس فيتشرز”، بالتعاون مع “مايدن فوياج بيكتشرز”، “ستوديو 8” و”بيرش هيل رود …