أخبار عاجلة

تقرير عن منتدى تأثير مرض السرطان يناقش القضايا ووجهات النظر في مكافحة السرطان لدى النساء في المغرب

على هامش اليوم العالمي لمحاربة السرطان الذي يصادف 4 فبراير من كل سنة، نظم معهد فيتافوكس، وهو مؤسسة فكرية مغربية مستقلة متخصصة في اقتصاد الصحة بالمغرب وإفريقيا، المائدة المستديرة الأولى لمنتدى تأثير مرض السرطان، المنعقد في دجنبر 2023، تحت شعار: “سرطانات النساء: قضايا راهنة وآفاق مستقبلية”.
واختتمت المائدة المستديرة الأولى بنشر تقرير يقدم لمحة عامة عن المناقشات والتوصيات التي تم تقديمها خلال منتدى تأثير مرض السرطان.

إضاءات حول مكافحة سرطانات النساء
تسلط الوثيقة التي نشرها معهد فيتافوكس، الضوء على واقع مثير للقلق فيما يتعلق بانتشار مرض السرطان في المغرب. ووفقا لهذه الوثيقة، تواجه البلاد ارتفاعا كبيرا في حالات السرطان، حيث يتم تسجيل أكثر من 50 ألف حالة كل عام، منها أكثر من 30 ألف حالة تصيب النساء على وجه التحديد. ويكشف التقرير، المبني على أحدث المعطيات الوبائية من سجل السرطان، أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا بين النساء المغربيات، بنسبة 38.1% من الحالات، وسرطان عنق الرحم (8.1%).
أحرز المغرب تقدما كبيرا في الوقاية من السرطان لدى النساء وفحصه وعلاجه، خاصة سرطان الثدي وعنق الرحم. ومن بين هذه التطورات، تجدر الإشارة إلى حملات التوعية الفعالة حول الفحص الذاتي للثدي، والزيادة الملحوظة في عدد صور الثدي بالأشعة السينية، بالإضافة إلى إدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في البرنامج الوطني للتلقيح.

التحديات التي يجب التغلب عليها في مكافحة السرطان لدى النساء
يبرز التقرير أيضا التحديات التي يحاول المغرب التصدي لها في مجال صحة المرأة. ففي إطار تنفيذ المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان (PNPCC)، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية برنامجًا منظمًا للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم. في الواقع، يؤكد المخطط PNPCC على الحاجة إلى تحسين الوصول العادل إلى الرعاية الصحية، وخاصة في المناطق الأقل خدمة مع الهدف الطموح المتمثل في تحقيق معدل مشاركة قدره 70٪ في برامج الفحص في جميع أنحاء المملكة.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، انخرط المغرب في عملية شاملة لإصلاح تمويل القطاع الصحي، وتعزيز تحصيل الإيرادات، ومواءمة التجميع وترشيد طرق الشراء، فضلا عن زيادة كبيرة في ميزانية الدولة المخصصة للصحة. والهدف هو جعل تمويل الصحة أكثر نجاعة وأكثر إنصافا واستدامة. بالإضافة إلى ذلك، اتخذ المغرب خطوات كبرى في عملية إصلاح الحماية الاجتماعية من خلال تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لجميع السكان. وتهدف هذه المبادرة، تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى تخفيف العبء المالي للرعاية الصحية على الأسر المغربية التي تساهم حاليا بنسبة 51% من إجمالي تمويل المجال الصحي.

توصيات
وأخيرا، يقدم التقرير توصيات أساسية لتحسين مكافحة السرطان لدى النساء في المغرب. وتدور هذه التوصيات حول 3 محاور: الوقاية، الولوج إلى العلاج، التمويل المبتكر.
وسلطت المائدة المستديرة الضوء على أهمية استمرار التحسيس على المستوى الوطني وإدماج جمعيات المرضى في التخطيط للحملات التحسيسية. وتم التركيز على البرامج التعليمية الشاملة وتقنين المواد المسرطنة وتكييف برامج التوعية مع التنوع الثقافي واللغوي في المغرب. ودعا الخبراء أيضًا إلى توقع احتياجات الرعاية الصحية المستقبلية، وتسريع الموافقة على بروتوكولات العلاج، وضمان التدخل الطبي السريع بعد التشخيص.
وفي الأخير، تم اقتراح سلسلة من التدابير للاستجابة للتحديات المالية، بما في ذلك الدعوة إلى زيادة التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة، وتعزيز التمويل المخصص، وإنشاء آليات تمويل مستوحاة من التجارب الدولية الناجحة.

شاهد أيضاً

المناظرة الوطنية للصحة في دورتها التاسعة بأكادير: نقاشات حول الرقمنة، التمويل، وحكامة القطاع الصحي الخاص

تستعد مدينة أكادير في الفترة الممتدة بين 29 نونبر وفاتح دجنبر 2024، لاحتضان فعاليات الدورة …