أعلنت جمعية الإكرام عن نجاح مشروعها الذي يهدف إلى دعم “البوعارة” بالدار البيضاء، وهم الأشخاص الذين يبحثون في القمامة أملا في إيجاد شيء نافع، حيث تم تحويلهم إلى سفراء حقيقيين للبيئة.
وفي بلاغ لها توصل موقع “المسقتبل24” بنسخة منه، كشفت جمعية الإكرام أن هذه المبادرة، التي تم إطلاقها في شتنبر 2022، هي نتيجة للاستفادة من تجربتها منذ عام 2017 في التصنيف الانتقائي من المصدر وجمع النفايات، الذي تديره مؤسستها الاجتماعية “كون KOUN ” مع الشركات وفقًا لمعايير النظافة والسلامة.
وأكدت جمعية الإكرام أنها، بالتعاون مع شركائها (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنمسيك، ومؤسسة البنك المغربي للتجارة والصناعة (BMCI)، وأطلنطا سند)، تلتزم بتقديم خبرتها في هذا المجال ودعم المشاريع اجتماعيا واقتصاديا، وذلك بهدف تحقيق الحياة الكريمة.
“نحن نؤمن بتحويل “البوعارة” إلى سفراء للبيئة، لأن كل فرد، بغض النظر عن وضعه الأولي، لديه القدرة على التغيير كما يرغب في رؤيته في العالم. نحن نبني مستقبلًا مستدامًا، حيث تتداخل الكرامة واحترام البيئة لخلق مجتمعات أقوى وأكثر مرونة”، تقول السعدية السلاوي، رئيسة جمعية الإكرام.
وذكر البلاغ أن من أبرز مميزات المشروع التجريبي اختيار 10 “بوعارة” بعناية ليصبحوا سفراءً، وبالتالي يشاركون في عملية تعاون صممتها الجمعية، حيث كانت هذه التجربة تحديًا للجمعية و”البوعارة” على حد سواء، حيث يتطلب تحويل هؤلاء إلى سفراء للبيئة التزامًا قويًا وطويل المدى في نهج تشاركي من طرف كلا الجانبين.
وأشار البلاغ إلى أن “البوعارة” استفادوا من أكثر من 20 دورة تدريبية وورشات عمل حول تطوير تقنيات عملهم، من خلال الجمع بين النظري والتطبيقي لتحسين الوقت والمال. وأضاف أن جمعية مؤسسة الإكرام، من أجل تسهيل عملية جمع ونقل المواد والتخفيف من الجهد البدني، قامت بتوفير المعدات الأساسية مثل شاحنات صغيرة ودراجات ذات الثلاث عجلات، فضلا عن مساحات تخزين، وآلات ضغط.
وشددت جمعية الإكرام أن “البوعارة” تمكنوا من اختيار نموذج اقتصادي يجنون منه أرباحا، وهو ما أدى إلى إنشاء أول تعاونية للمعدات تساعدهم على تحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال تقديم تقنيات جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يقول البلاغ، أنشأت جمعية الإكرام شبكة مخصصة لبيع المواد الخام القابلة لإعادة التدوير التي يجمعها السفراء، وبالتالي ضمان منافذ ثابتة وزيادة إيراداتهم، وهو ما يندرج في إطار التزام الجمعية المستمر بالاقتصاد الدائري والمستدام.
وعلى المستوى الاجتماعي، أكدت الجمعية أنه تم إنشاء آلية للتعاون، حيث تم توعية السفراء بحقوقهم الاجتماعية، بما في ذلك مختلف الإمكانيات المتاحة لهم للاستفادة من التغطية الاجتماعية التي تتكيف مع وضعهم.
وفي الختام، كشفت جمعية الإكرام أنها، بعد هذه المرحلة التجريبية، تخطط لإعادة استخدام النفايات التي يجمعها هؤلاء السفراء الجدد بشكل شبه صناعي، وبالتالي المساهمة في إدارة أكثر استدامة للنفايات في الدار البيضاء.