بمناسبة الأسبوع العالمي للتلقيح الذي يخلد بالمغرب في الفترة من 22 إلى 26 أبريل 2024 تحت شعار “أطفالنا كانبغيوهم… بالتلقيح نحميوهم”، نظمت جمعية دار زهور، أمس الخميس 25 أبريل 2024، ندوة بعنوان “تصرف الآن وقم بتلقيح الأطفال ضد فيروس الورم الحليمي البشري لحماية مستقبلهم”.
وضم اللقاء خبراء في المجال الصحي من بينهم الدكتور محمد بنعزوز، رئيس مصلحة حماية صحة الطفل بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والبروفيسور مينا أومليل أستاذة طب الأطفال، والدكتور هشام الطعارجي طبيب أمراض النساء، والبروفيسور فضيلة الكوهن أخصائية في علاج الأورام. وتم تسليط الضوء على الدور الأساسي للتلقيح في مكافحة هذا السرطان وغيره من أنواع السرطان الناجمة عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
وتأتي الندوة في أعقاب الحملة الإعلامية والتحسيسية التي نظمتها دار زهور حول سرطان عنق الرحم وسلطت الضوء على مدى استعجالية الوضع. إذ لا يزال سرطان عنق الرحم يمثل مشكلة صحية عمومية كبيرة في المغرب، مع أكثر من 3500 حالة جديدة سنويا وأكثر من 4 وفيات يوميا. يلتزم المغرب بالقضاء على سرطان عنق الرحم كمشكلة صحية عمومية بحلول عام 2030، من خلال اعتماد أهداف طموحة، بما في ذلك: معدل تغطية التلقيح باللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري للفتيات في سن 11 عامًا بنسبة 90٪ على الأقل؛ معدل مشاركة في فحص سرطان عنق الرحم لا يقل عن 70% باستخدام اختبار فحص موثوق؛ معدل العلاج للنساء المصابات بمرض عنق الرحم لا يقل عن 90٪.
ومن هذا المنطلق، قامت المملكة المغربية بدمج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في برنامج التلقيح الوطني اعتبارًا من أكتوبر 2022، مستهدفًا جميع الفتيات بعمر 11 عامًا.
وتؤكد البروفيسور فضيلة الكوهن أن “سرطان عنق الرحم هو أحد الأسباب الرئيسية لوفاة النساء في العديد من البلدان بما في ذلك المغرب، ولكن يمكن الوقاية منه إلى حد كبير بفضل التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري”، مضيفة أن “تكلفة التلقيح تعد أقل بكثير من تكلفة علاج السرطان، وبالتالي فإن الاستثمار في التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري في المغرب يمثل استراتيجية ذكية اقتصاديا، تقلل التكاليف مع الحفاظ على صحة ونوعية حياة المرأة المغربية. باعتبارنا أطباء أورام، فإننا نشجع بقوة الأفراد ومتخصصي الرعاية الصحية والمسؤولين السياسيين على تعزيز ودعم الوصول إلى التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من هذا المرض”.
وتم خلال هذه الندوة تقديم توضيحات حول فعالية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وسلامته. وتوضح البروفيسور مينا أومليل أنه في عام 2021، تم تطعيم أكثر من 330 مليون شخص حول العالم ضد هذا الفيروس. قامت أكثر من 194 دولة بإدراج التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري في برامج التلقيح الوطنية الخاصة بها، مثل الولايات المتحدة وأستراليا وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وانضم المغرب إلى هذه البلدان بإدخال اللقاح في برنامج التلقيح الوطني في أكتوبر 2022.
وتضيف: “لدينا الآن بيانات واقعية قوية تؤكد التأثير الإيجابي للتلقيح على تقليل خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري والأمراض الخطيرة لعنق الرحم، وهي علامات وسيطة على فعالية التلقيح. تميل العديد من المنشورات الحديثة، المستندة إلى السجلات التي تم إجراؤها بشكل خاص في السويد والدنمارك وإنجلترا، إلى تأكيد الانخفاض المتوقع في سرطان عنق الرحم بفضل التلقيح. وأظهرت دراسة جديدة من اسكتلندا، شملت ما يقرب من 450 ألف شخص، نتائج واعدة. لم تُشاهد أي حالات لسرطان عنق الرحم لدى النساء اللاتي تم تلقيحهن في سن 12 أو 13 عامًا”.
وتؤكد الدكتورة ميريام النصيري رئيسة جمعية دار زهور “نعلم أن الدول التي طبقت التلقيح في المدارس حصلت على معدلات تغطية للتلقيح تزيد عن 80% (المملكة المتحدة، البرتغال، إسبانيا، أستراليا، كندا)، أو حتى 90% في بعض الحالات. (النرويج والمكسيك)”، مضيفة “في إطار الأسبوع العالمي للتلقيح، و المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان 2020-2029، والاستراتيجية الدولية للقضاء على سرطان عنق الرحم، تدعو جمعية دار زهور إلى البدء السريع بحملة التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، من أجل تعويض التأخير والوصول إلى نسبة تلقيح 90% من الفتيات، المكتملات التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري قبل سن 15 سنة، بحلول عام 2030”.
شاهد أيضاً
الأولمبياد الخاص المغربي يعزز شراكته مع قطاع الصحة لدعم الإدماج الاجتماعي والصحي للرياضيين
في خطوة نوعية تعكس الالتزام بتعزيز الإدماج الاجتماعي والرفاهية للأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية، وقع …