قطاع البناء والأشغال العمومية يدخل فضاء النمذجة الرقمية بفضل منصة “BimobTech”

تعزز قطاع البناء والأشغال العمومية بآلية جديدة ذات قيمة مضافة ستشكل منعطفا مهما في مسار الأوراش التي سيشهدها المغرب مستقبلا، ويتعلق الأمر بمنصة ” BimobTech” التي تمثل أول مكتبة رقمية مخصصة لأجهزة ومواد البناء.
وقال رشيد الخياطي الحسيني، مهندس معماري ومؤسس منصة “BimobTech”، “إن اعتماد النمذجة الرقمية سيمكن من تحقيق تسريع عمليات التصميم والبناء في الآن ذاته وفق أحدث المعايير”، مبرزا في الآن ذاته أن هذا المسار الجديد الذي سيتم فيه الاعتماد على ما تتيحه “BimobTech” من فرص وإمكانيات سيضمن عامل تحكم أفضل في التكاليف وآجال التسليم.
واستطرد المتحدث مبرزا بمناسبة تقديم هذه المنصة الرقمية الجديدة أن اللجوء إلى الحلول التكنولوجية في التصاميم المعمارية، سيفضي إلى الانتقال أكثر فأكثر إلى الممارسات المبتكرة في مجال البناء بالمغرب، ولفت إلى أن هذه المنصة تنسجم تماما مع توجهات المغرب الحثيثة نحو إنجاح ورش النجاعة الطاقية في مجال البناء، مستعرضا كل الجوانب المرتبطة بهذا الموضوع.
وعقب تذكيره بأهمية مساهمة قطاع البناء والأشغال العمومية في أوراش احتضان المملكة لكأس العالم لكرة القدم إلى جانب إسبانيا والبرتغال، والموعد الكروي القاري الذي سينظم بالمغرب سنة 2025، شدد الخياطي الحسيني على أن هذه التكنولوجيا التي تتيها “BimobTech” تنسجم في توجه عالمي، على اعتبار أن العديد من البلدان تنخرط في هذا التوجه والمغرب كذلك.
ولم يفت الخياطي الإشارة إلى أن نسبة 20 في المائة فقط من المهندسين المعماريين المغاربة يعتمدون حاليا النمذجة ثلاثية الأبعاد، مؤكدا أن المنصة الرقمية المشار إليها، ساضع رهن إشارة المهنيين باقة من الموارد والمراجع لبلورة مشاريع ذات قيمة مضافة ابتكارية تضاهي أحدث المعايير المعمول بها عالميا.
وتضم لائحة شركاء هذه المنصة مجموعة القرض العقاري والسياحي وشركة التأمين “سانلام”، كما تمثل واجهة تكشف عن كل مستجدات وتجهيزات ومواد قطاع البناء والأشغال العمومية، وإدارة المشاريع، كما تعتبر أرضية للتواصل بين المقاولات والمصنعين لإنجاح تصميم المباني وإنشائها وتشغيلها.
وتتيح BimobTech لمستعمليها المنتجات المصنعة والمتوفرة بالمغرب، وهي بذلك ترنو لتكونمرأة تعكس تفاصيل صناعة البناء وتمنح المصنعين إمكانيات شاسعة ومفتوحة على الأسواق الدولية لعرض منتجاتهم التي تصبح ملائمة للاستغلال وللاندماج الآني في التصاميم الهندسية المعمارية.
وقال لطفي السقاط، الرئيس المدير العام لبنك القرض العقاري والسياحي في كلمته بهذه المناسبة، إن ” BimobTech” ستضطلع بدور واضح في رقمنة قطاع البناء. وأضاف أن “سياش” يشكل شريكا ماليا للمنعشين العقاريين، وحاضرا في جميع مراحل المشاريع العقارية، مبرزا أن المنصة ستكون أداة تساعد على توفير رؤية بانورامية على القطاع ستعزز الشراكة بين جميع مكونات هذا القطاع الاستراتيجي.
ولفت مروان أسامة زواوي، من فريق هذه المنصة الرقمية، إلى أن تقنية نمذجة معلومات البناء يشهد توسعا مضطردا، وتحديدا على صعيد المشاريع الكبرى من قبيل الملاعب الرياضية وغيرها.
وركزت مداخلات هذا اللقاء على أن BimboTech تمثل ولادة أول مكتبة رقمية وطنية للوازم ومواد البناء، موضحة أنه منذ ظهور BIM في مشاريع البناء الكبرى في المغرب، أصبحت الحاجة ملحة لمكتبة من المنتجات المغربية المنمذجة ملائمة للاندماج في المجسم الرقمي للمشاريع، واليوم تم تحقيق هذا الرهان بامتياز مما يفتح الأبواب أمام آفاق شاسعة في قطاع البناء.
وأورد فريق المنصة وباقي المشاركين، أن هذه المنصة الرقمية تمنح للجهات التي تحدد مواصفات المباني ومانحي الأوامر منتجات موثوقة وذات جودة عالية مصنعة في المغرب. وهي بذلك تلغي جميع الأعذار لعدم استخدام المنتجات المغربية ذات الأداء المتساوي. كما تتيح هذه المنصة فضاء رقميا للمصنعين لعرض منتجاتهم بشكل قابل للاستخدام والإدماج مباشرة في تصاميم المهندسين المعماريين والمهندسين والزبناء ومانحي الأوامر، وهذا المعطى الأساسي سيمكنهم من التحكم في الميزانيات ومواصفات المنتجات.
وأجمع المتدخلون، على أن هذه المنصة ستساهم في انبثاق الـ Contech المغربية “البناء اعتمادا على التكنولوجيا”، مؤكدين أنه بفضل BIMOB TECH، يمكن للصناعة الآن عبور العتبة الرقمية نحو عرض تقديمي مبتكر وتقني لموادها ونظم البناء ومن ثم الاندماج عموديا، وهو ما يمثل خطوة كبيرة تفسح المجال أمام ظهور البناء 4.0.
وتبين من خلال اللقاء، أن هذه المنصة تدعم تطوير المهارات من خلال مكاتب التكوين الشريكة ذات الشهرة العالمية والمحول ثلاثي الأبعاد للتصاميم ثنائية الأبعاد، كما تبرز هذه الأداة كمحفز للتقدم في مجال BIM نمذجة معلومات البناءBuilding Information Modeling في المغرب وإفريقيا وعلى الساحة الدولية.
ويتألف فريق المنصة من إسماعيل الخياطي الحسيني، وحسن الجاي وبسيط شيماء وحسن جرار الوليدي.