أخبار عاجلة

“ماطا”.. لعبة فروسية خاصة بقبائل بني عروس. ماهي خصوصيتها؟ ومن أين جاءت في الأصل؟

أصبحت قبائل بني عروس، الواقعة في محيط ضريح القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش بإقليم العرائش، على موعد سنوي مع فعاليات المهرجان الدولي ماطا للفروسية، الذي بلغ هذه السنة نسخته الـ12، حيث يتم خلال حفل الافتتاح، الذي تحضره شخصيات وازنة من داخل وخارج أرض الوطن، تقديم عروض لموسيقى الطقطوقة الجبلية ورقصة الحصادة، إلى جانب افتتاح معرض الصناعة التقليدية والمنتجات المجالية، ثم استعراض الفرق المشاركة في المسابقة.
ما هو أصل هذه المسابقة؟ وكيف يستقبلها نساء ورجال المنطقة؟

”ماطا” هي لعبة فروسية يستقبل فيها الفلاحون بجميع أنحاء جبل العلم، فصل الربيع من خلال ممارسة لعبة فريدة تتطلب الشجاعة والدقة والمرونة والذكاء، بالإضافة إلى سلاسة وبراعة كبيرة من ممارسيها، حيث يتوحد فيها الحصان والفارس، في تناغم تام، للاحتفاء بثقافة عريقة لمنطقة رائعة.
وتحرص قبائل بني عروس على هذه التقاليد، وعلى تطبيق قواعد اللعبة بدقة عالية، إذ بعد غربلة حقول القمح، في قرية أزنيد أولا، ثم في مناطق أخرى بعد ذلك، تواكب الفتيات والنساء من القبيلة هذه العملية التي كلفن بها بأغانيهن، وزغاريدهن الشهيرة، التي تمتزج بصوت الغيطة والطبول الذي تشتهر به المنطقة. إنهن نفس النساء اللواتي يصنعن، بفضل القصب والأقمشة، الدمية التي سيتنافس عليها أشجع المتسابقين في منطقة جبالة، الجهة حيث فن ركوب الخيل وتربيتها وتدريبها تعتبر خصوصية ثقافية قوية.
يجب أن يركب المتسابقون المشاركون في لعبة “ماطا” الخيول دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات، ووفقا لتقاليد المنطقة، فإن الفائز في لعبة “ماطا” هو الشخص الذي سوف يسحب الدمية من الفرسان الآخرين ويأخذها بعيدا، باستخدام مهارته وشجاعته، ويحصل على مكافأة، حيث يصبح زوج أجمل فتاة في القبيلة.
ومن المحتمل أن تكون لعبة “ماطا” مستوحاة من بوزكاشي، وهي لعبة مشابهة ولكنها أكثر عنفا، تم استلهامها، حسب الأسطورة، من قبل مولاي عبد السلام بن مشيش خلال زيارته لابن بوخاري. إن البوزكاشي الذي يمارس في أفغانستان يتعلق بجثة عنزة يتنافس بخصوصها الفرسان بشكل شرس مما يخلف الكثير من الجروح.

شاهد أيضاً

حنان بريدة في ضيافة المقهى الثقافي بالقنيطرة

أعلنت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب والمقهى الثقافي “لوسافير بلاص” عن تنظيم حفل توقيع كتاب “جماليات …