احتضنت قاعة المناظرات بمدينة إفران، صباح أمس السبت 24 غشت الجاري، أشغال ندوة علمية حول قضايا المياه الحالية وقطاع الغابات في إقليم إفران، وذلك على هامش المهرجان الدولي لإفران في دورته السادسة، والذي امتد على مدى خمسة أيام من 20 إلى 24 غشت 2024.
بعد افتتاح الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم، والكلمة التوجيهية لعامل إقليم إفران، عبد الحميد المزيد، ناقش المشاركون مشاكل إدارة المياه والحفاظ على الغابات، حيث تطرق الأستاذ كمال أشهبار، عن المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، إلى موضوع حول ”استراتيجية المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات لتدبير الموارد المائية والغابوية“، فيما ناقش الدكتور حسن أشيبان، عن المنتزه الوطني لإفران، في مداخلته حول ”أنظمة المياه في المنتزه الوطني لإفران بين ضغط الاستهلاك وتأثير التغيرات المناخية، والحلول الممكنة لاستدامتها“ أن المغرب، وفي ظل الظرفية الصعبة للتغيرات المناخية التي أضحت تهدد كوكب الأرض ومنطقة البحر الأبيض المتوسط على وجه الخصوص، ليس بمنأى عن هذا التهديد المترتب عن تغير المناخ المرتبط بانخفاض الموارد المائية وتساقط الأمطار والثلوج أيضا، وبالمقابل ارتفاع درجات الحرارة.
وكشف الدكتور أشيبان أن هذا التغير له تأثير سلبي على الموارد الطبيعية والحيوانات والنباتات بشكل عام، وعلى الموارد المائية بشكل خاص. وقال: “يتمتع المنتزه الوطني لإفران بثروة غنية من التنوع البيولوجي، حيث يعتبر موطنا لحوالي 22% من النباتات المسجلة على المستوى الوطني، و33% من الثدييات، و75% من الفراشات، وربع الزواحف، وحوالي 50% من الطيور المسجلة على المستوى الوطني”. وأضاف: “تعتمد هذه الموارد الطبيعية، النباتية والحيوانية، على توافر الموارد المائية، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إيجاد حلول للتكيف مع التغير المستمر للمناخ ومحاولة تقليل الضغط على الموارد المائية من أجل ضمان استدامة خدمات النظام البيئي التي تقدمها نظمنا البيئية الجميل”.
وفي ختام مداخلته، قدم الدكتور أشيبان اقتراحات لحلول مستدامة، وشدد على ضرورة وضع استراتيجية تكيف طويلة الأمد من أجل تجنب انهيار التنوع البيولوجي وضمان استدامة خدمات النظام البيئي.
وفي ذات السياق، تطرق بهجة عبد اللطيف، رئيس قسم بوكالة الحوض المائي لسبو بفاس، في مداخلته حول ”إدارة الموارد المائية وتغير المناخ“، إلى عدة نقاط، منها الوضعية الهيدرولوجية والموارد المائية في حوض سبو الهيدروليكي وإقليم إفران الذي يعرف عجزا في التساقطات المطرية بحوالي 30 في المائة وعجزا بنسبة 71 في المائة من حيث المدخلات، وأيضا المخطط الرئيسي للتنمية المندمجة للموارد المائية في حوض سبو، ثم المشاريع المهيكلة ذات الصلة، لاسيما السدود المخطط لها والتي هي قيد الإنجاز.
كما عرج ذات المتحدث على مشروع نقل المياه بين الأحواض، وعلى التدابير المتخذة على مستوى الوكالات للتعامل مع الإجهاد المائي المنتشر في جميع أنحاء البلاد، والتي وتشمل بناء السدود، والتدابير الاقتصادية، وترشيد الاستهلاك، وتدابير حماية الملك العام المائي والحفاظ على الموارد المائية، خاصة المياه الجوفية التي تعرف تدهورا مستمرا في منسوب المياه الجوفية بإقليم إفران.
وفي الختام، تم سرد أهم التوصيات المنبثقة عن أشغال الندوة العلمية حول الماء والغابة، المنظمة في إطار المهرجان الدولي لإفران، والتي اختير لها عنوان “إفران في قلب الغابة، لنحمي الماء”، ويتعلق الأمر بـ:
– تسريع وثيرة تنزيل التدابير المتخذة والواردة في استرتيجية غابات المغرب 2030/2020 والاستراتيجية الوطنية للماء 2030/2009؛
– إعادة النظر في النموذج الفلاحي المعتمد منذ تبني مشروع المخطط الأخضر؛
– الحكامة فيما يخص التراخيص للأثقاب المائية وترشيد أنماط الاستغلال؛
– اعتماد الإشراك في المشاريع والبرامج التي تهم تثمين الموارد المائية والغابوية بالنسبة للساكنة المحلية؛
– تكثيف التحسيس والتوعية من طرف كل الفاعلين بأهمية المحافظة على الغابة والماء؛
– إنماء الوعي والثقافة الخاصة بالتثمين والمحافظة على الموارد الطبيعية؛
– اتخاذ مبادرات مجددة لأشكال الحفاظ والتثمين للموارد المتاحة بمنطق الاستدامة؛
– إنماء أدوار الإعلام والمجتمع المدني لترسيخ ثقافة وأشكال التثمين والحفاظ على الموارد.