نظمت، مؤخرا ، بتاوريرت، حملة للتبرع بالدم، تحت شعار “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، وذلك بهدف تعزيز المخزون الجهوي من هذه المادة الحيوية.
وتمكنت هذه المبادرة الإنسانية، التي نظمتها جمعية المتبرعين بالدم بإقليم تاوريرت، تحت إشراف المركز الجهوي لتحاقن الدم بوجدة، وتنسيق مع المجلس العلمي المحلي بتاوريرت، ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين بها، من جمع 82 كيس دم، من شأنها المساهمة في سد العجز في احتياطي هذه المادة الحيوية بالمنطقة.
وعلى هامش هذه الحملة، جرى تنظيم لقاء تحسيسي لفائدة القيمين الدينين، والأئمة، والعاملين في الحقل الديني بالإقليم، بهدف توعيتهم بأهمية التبرع بالدم، وآثاره الإيجابية على صحة المتبرع، إضافة إلى دوره الأساسي في إنقاذ حياة الأرواح.
وأشار المتدخلون في هذا اللقاء التحسيسي، إلى نظرة الإسلام للتبرع بالدم باعتباره عملا إنسانيا نبيلا يُسهم في إنقاذ حياة الآخرين، ويُجسد التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع، وأيضا صدقة يتقرب بها المسلم إلى الله.
وأبرزوا أن التبرع بالدم لا يستفيد منه المتلقي فقط، بل يعود بفوائد صحية على المتبرع أيضا، من خلال تحفيز إنتاج خلايا الدم، وتقليل مخاطر أمراض القلب، وحرق السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالسرطان، مشددين على أهمية وضرورة إشاعة ونشر ثقافة التبرع بالدم باعتبارها بابا من أبواب الصدقة، ومظهرا ناصعا من مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بوجدة، سناء اسماعيل، الأهمية التي تكتسيها هذه الحملة لاسيما بالنظر لكونها لا تقتصر على جمع أكياس الدم فقط، بل تساهم في نشر الوعي بأهمية التبرع بهذه المادة الحيوية، وما له من أدوار في إنقاذ حياة الأرواح.
وأضافت إلى أن هذه المبادرة، تأتي في إطار الجهود المبذولة لجمع أكبر قدر ممكن من أكياس الدم، خاصة وأن المخزون الجهوي والوطني يعرف خصاصا كبيرا في هذه المادة، وهو ما يستوجب تظافر جهود كافة المتدخلين من أجل العمل على نشر وترسيخ ثقافة التبرع بالدم لدى مختلف فئات المجتمع، مشيدة بالانخراط الكبير للساكنة، ومختلف الفعاليات بإقليم تاوريرت، في مختلف الأنشطة والحملات المنظمة في هذا الإطار.
من جهته، أشار عضو جمعية المتبرعين بالدم بإقليم تاوريرت، حفيظ شراد، إلى أن هذه الحملة، تأتي في إطار الجهود المبذولة لسد الخصاص في هذه المادة الحيوية، خاصة مع تزايد الطلب على أكياس الدم، حيث يتم تنظيم حملة للتبرع بالدم مرة كل شهر.
وأضاف أن هذه الحملة، التي مكنت من جمع 82 كيسا من الدم، من شأنها المساهمة بشكل كبير في دعم المخزون الجهوي، وفي تلبية الحاجة المتزايدة للمستشفيات الإقليمية والمستشفى الجامعي من هذه المادة الحيوية.
ويتوخى المشرفون على الحملات التي تُنظم باستمرار بمختلف أقاليم جهة الشرق، من ورائها، ترسيخ ثقافة التبرع بالدم في صفوف المواطنين، عبر تشجيعهم وتوعيتهم بأهميته سواء بالنسبة للمتبرع ذاته أو في إنقاذ العديد من الأرواح.