عانت منطقة فالنسيا في إسبانيا من فيضانات مدمرة نتيجة الأمطار الغزيرة، حيث أعلنت فرق الطوارئ عن العثور على عدة جثث بسبب السيول الجارفة. وفي تصريح له اليوم الأربعاء، أكد كارلوس مازون، رئيس الحكومة المحلية، وقوع ضحايا، لكنه أشار إلى أن السلطات لن تقدم تفاصيل إضافية حتى إبلاغ عائلات الضحايا.
تشير التقارير إلى أن سبعة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين، بينهم شخص في منطقة ألكوديا وستة آخرون في مدينة ليتور بمقاطعة ألباسيتي، حيث غمرت السيول الشوارع وجرفت السيارات. وقد نفذت فرق الإنقاذ، مدعومة بطائرات بدون طيار، عمليات بحث مكثفة طوال الليلة الماضية، مع التركيز على العثور على المفقودين. كما أكدت الشرطة في مدينة ألكوديا أنها تبحث عن سائق شاحنة فُقد منذ عصر الثلاثاء.
في إطار استجابتها للطوارئ، شكلت الحكومة الإسبانية خلية أزمة وعقدت اجتماعها الأول ليلة الثلاثاء. كما أرسلت وحدة متخصصة من الجيش إلى فالنسيا للمشاركة في عمليات الإنقاذ. ودعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز المواطنين عبر منصة “إكس” إلى توخي الحذر والامتثال لتعليمات السلطات، مشدداً على خطورة الوضع.
أعلنت بلدية فالنسيا عن تعليق الدراسة في جميع المدارس، وإغلاق الحدائق العامة، وإلغاء الأنشطة الرياضية. كما تم تحويل مسار 12 رحلة جوية كانت متجهة إلى مطار فالنسيا، وألغيت 10 رحلات أخرى. من جهة أخرى، أعلنت شركة “ADIF” المسؤولة عن البنية التحتية للسكك الحديدية عن تعليق القطارات فائقة السرعة بين مدريد وفالنسيا بعد تضرر العديد من المسارات.
هذا وتواصل فرق الإنقاذ عملياتها في مدينة ألورا بالأندلس، حيث تم إجلاء عشرات الأشخاص، بعضهم بواسطة المروحيات، بعد أن غمرت المياه المناطق المحيطة بنهر رئيسي. وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية Aemet تحذيرات حمراء في فالنسيا، وأعلنت حالة تأهب عالية في أجزاء من الأندلس، متوقعة استمرار الأمطار حتى يوم الخميس.
تجدر الإشارة إلى أن الساحل المتوسطي الإسباني، وخاصة منطقة فالنسيا، يشهد عادة خلال فصل الخريف ظاهرة “الجوتا فريا” أو “القطرة الباردة”، التي تتميز بعواصف مطرية قوية ومفاجئة قد تستمر لأيام. ويحذر العلماء من أن “ظواهر الطقس المتطرفة”، مثل موجات الحرارة والعواصف العنيفة، تزداد حدتها بفعل التغيرات المناخية.