أحمد سيجلماسي
في إطار فعاليات الدورة الثالثة عشرة للجامعة السينمائية، التي تنعقد بمدينة الجديدة من 10 إلى 13 ديسمبر 2024، تم تكريم السينفيلي عبد الحق بوزيد، في خطوة تعتبر تقديراً لجيل من عشاق السينما ورواد حركة الأندية السينمائية بالمغرب.
كما يعد هذا التكريم احتفاءً خاصاً بالمناضلين والسينفيليين الذين أسهموا في ترسيخ الثقافة السينمائية في المغرب، لا سيما بمدينة خريبكة، عاصمة الفوسفاط، التي عرفت تأسيس واحد من أقدم نوادي السينما بالمملكة.
عبد الحق بوزيد، المزداد سنة 1950 بمدينة بني ملال، أمضى أكثر من ثلاثين عاماً من حياته في مدينة خريبكة حيث كان يعمل إطاراً في المكتب الشريف للفوسفاط، وتولى مسؤولية خلية السمعي البصري داخل هذه المؤسسة. وقد كان له دور بارز في حركة الأندية السينمائية منذ السبعينيات، إذ ساهم في تأسيس الملتقى الأول للسينما الإفريقية بخريبكة سنة 1977، إلى جانب شخصيات بارزة مثل الراحلين نور الدين الصايل ومحمد الدهان وعبد الرزاق غازي فخر.
عبر مسيرته، لم يكن بوزيد مجرد مشاهد أو محب للسينما، بل كان فاعلاً حقيقياً في الساحة السينمائية من خلال توثيق بالصورة الثابتة والمتحركة لأنشطة سينمائية متنوعة، شملت ندوات وتكريمات ولقاءات نقدية، بالإضافة إلى مشاركته في تسيير النادي السينمائي بخريبكة.
بعد تقاعده الإداري، انتقل نشاط بوزيد إلى مسقط رأسه بني ملال، حيث ساهم في تأسيس عدة جمعيات ثقافية واجتماعية، منها جمعية فن إكون للنهوض بالثقافة البصرية بجهة تادلة أزيلال، وجمعية أمل لدعم مرضى السرطان بإقليم أزيلال، فضلاً عن مشاركته في تنظيم مهرجان تاصميت للسينما والنقد.
رغم مرضه الذي أثر على نشاطه في الفترة الأخيرة، يظل عبد الحق بوزيد رمزاً للنضال الثقافي والسينمائي بالمغرب. وبهذه المناسبة، يتمنى له الجميع الشفاء العاجل، تقديراً لإسهاماته القيمة في ترسيخ الثقافة السينمائية بالمملكة.