في خطوة هامة لتحسين جودة حياة الأطفال والمراهقين المصابين بداء السكري من النوع الأول في المغرب، وقّعت شركة نوفو نورديسك والجمعية المغربية لأمراض الغدد الصماء والسكري للأطفال (SMEDIAP) اتفاق شراكة ضمن مشروع “تغيير السكري لدى الأطفال”.
وفي بلاغ لها توصل موقع “المستقبل24” بنسخة منه، كشفت شركة نوفو نورديسك أن المشروع يهدف إلى تعزيز رعاية مرضى السكري من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص، وهو جزء من مبادرة عالمية تأسست في عام 2009 لدعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
أهداف المشروع ومحاوره الأساسية
ذكر البلاغ ان مشروع “تغيير السكري لدى الأطفال” يرتكز على أربعة محاور رئيسية:
- التربية العلاجية للمرضى: دعم المرضى وأسرهم بمعلومات دقيقة حول إدارة المرض.
- تعزيز قدرات الأطر الصحية: تدريب المهنيين الصحيين لتحسين جودة الرعاية.
- تقريب خدمات الرعاية الصحية: إنشاء مراكز قريبة ومجهزة لتقديم خدمات متخصصة.
- توفير الأنسولين ومستلزمات المراقبة: ضمان استمرارية العلاج اللازم للأطفال.
السكري من النوع الأول في المغرب
وفقًا للاتحاد الدولي للسكري (IDF)، يبلغ عدد المصابين بداء السكري من النوع الأول في المغرب نحو 43,300 طفل ومراهق تحت سن 19 عامًا، مما يضع المغرب ضمن الدول العشر الأولى عالميًا من حيث انتشار المرض بين هذه الفئة. يُعتبر السكري من النوع الأول مرضًا مناعيًّا ذاتيًّا يؤدي إلى تدمير خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، مما يجعل المرضى بحاجة يومية لحقن الأنسولين.
تعاون محلي ودولي
يشمل المشروع شراكة بين نوفو نورديسك والجمعية المغربية لأمراض الغدد الصماء والسكري عند الأطفال، بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. كما أكدت علا الرفاعي، المديرة العامة لنوفو نورديسك في المغرب، أن المشروع يعكس التزام الشركة بمسؤوليتها الاجتماعية ويهدف إلى تحسين حياة الأطفال المصابين بداء السكري.
من جانبها، صرحت الأستاذة فريدة جنان، رئيسة الجمعية المغربية، أن الشراكة ستساهم في إنشاء مراكز تعليمية وأدوات محلية لتلبية احتياجات الأطفال المصابين، مما ينسجم مع رسالة الجمعية العلمية. أما البروفيسور رؤوف محسن، المدير العام للمستشفى الجامعي بالرباط، فقد شدد على أهمية التربية العلاجية كجزء أساسي من الرعاية، معربًا عن فخره بافتتاح مركز متخصص لتقديم الدعم للأطفال وأسرهم.
دعم دولي واستمرارية الجهود
من جهتها، أثنت بيريت باس، سفيرة الدنمارك في المغرب، على التعاون بين الأطراف المختلفة لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، معربة عن تطلعها لمتابعة إنجازات المشروع في المستقبل.
يذكر أن نوفو نورديسك، التي تأسست في عام 1923 ومقرها في كوبنهاغن، تُعد واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال الرعاية الصحية. تلتزم الشركة بتوسيع نطاق الوصول إلى الأدوية، وتحقيق تقدم علمي لمكافحة الأمراض المزمنة، بما في ذلك داء السكري.
نحو مستقبل أفضل للأطفال المصابين بالسكري
مع انتشار السكري بين الأطفال والمراهقين، يمثل مشروع “تغيير السكري لدى الأطفال” خطوة واعدة لتحسين جودة الرعاية الصحية وتخفيف العبء عن الفئات الهشة، في إطار رؤية متكاملة للتصدي لهذا التحدي الصحي الكبير.