وأوضحوا خلال ندوة حول موضوع “الديمقراطية على المحك: السنة الانتخابية في الأطلسي الموسع”، أن التعليم يعد أداة أساسية لتعزيز الديمقراطية التي تشهد حاليا درجة معينة من الهشاشة، وذلك من خلال تكوين مواطنين ملتزمين قادرين عن الدفاع عن القيم الديمقراطية وتعزيز التماسك الاجتماعي في سياق يتسم بالهشاشة المؤسساتية.
في هذا الصدد، أبرزت رئيسة جمعية “فرنسا أرض اللجوء”، نجاة فالو بلقاسم، الرابط الجوهري بين التعليم والديمقراطية، مشيرة إلى أن الديمقراطية تواجه حاليا مجموعة من الإشكاليات.
وأوضحت السيدة بلقاسم أن المدرسة تضطلع بمهمة تمكين التلاميذ وتنمية حسهم النقدي، داعية إلى تحقيق “تنوع اجتماعي” داخل المؤسسات التعليمية، بما يتيح للتلاميذ من مختلف الفئات الاجتماعية فرصة خوض تجربة التعايش مع الآخر وتعلم أسس العيش المشترك.
وشددت الوزيرة الفرنسية السابقة للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي على ضرورة أن تكون الديمقراطيات قادرة على تقديم إجابات للمطالب المشروعة.
من جانبه، تطرق الوزير الأول الغيني الأسبق، محمد بيفوغي، إلى موضوع هشاشة الديمقراطيات، مبرزاً أن العديد منها تمكنت من إيجاد الوسائل التي تمكنها من الصمود بفضل التعليم الناجح لشعوبها.
ومن وجهة نظره، فإن هشاشة الديمقراطيات تعزى إلى عجز الحكومات عن الاستجابة المستمرة لاحتياجات مواطنيها، مما يؤدي إلى تزايد حالة عدم الرضا في صفوفهم، داعيا إلى إجراء مراجعة جماعية عميقة واستخلاص الدروس من تجارب الدول المجاورة.
بدوره، وصف وزير الخارجية البرتغالي الأسبق، باولو بورتاس، الديمقراطية بأنها نظام، والحرية بأنها قيمة أساسية يجب حمايتها، ولا سيما الحريات الشخصية والمدنية، وهو ما يتطلب توفير تعليم ذي جودة عالية.
وحذر من الأزمة العميقة التي تواجهها المؤسسات، والتي تفاقمت بفعل التحولات التي أفرزتها الديمقراطية الرقمية، مما أضعف الديمقراطية التمثيلية وزاد من التهديدات التي تواجه الحريات.
وأكد أن التعليم يضطلع بدور محوري في التصدي لهذه التحديات، من خلال إعداد المواطنين للتكيف مع عالم يتسم بتحولات عديدة وتوترات متزايدة، فضلا عن دوره في ترسيخ قيم التسامح وتشجيع تقبل الآخر، وهي خصال ضرورية للحفاظ على التماسك الاجتماعي.
وتتناول دورة 2024 من الحوارات الأطلسية (12-14 دجنبر) مجموعة متنوعة من المواضيع الاقتصادية والجيوسياسية التي تعكس التغيرات التي تشهدها منطقة الأطلسي الموسع والمندمج، وذلك من خلال ندوات وموائد مستديرة وجلسات تفاعلية.
وتتمحور المناقشات على الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، والبنية التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى قضايا عالمية أخرى.