أخبار عاجلة

المختار شعيب يكتب: ترند “الماء المر”

نحتاج نقل الترندات الإيجابية، تقدير العلماء والفقهاء والخطباء والمرشدين، وكذلك من يكبرنا سنا، وأيضا المدرسين، وقبلهما الوالدين والإخوة وباقي العائلة.
نحتاج المجتهدين والمثابرين من المتعلمين، ثم احياء تكريم السادة الأساتذة والإداريين وكل من يتواجد في فضاء المؤسسات التعليمية. كما أننا نحتاج احترام وتقدير اخلاقيات المهنة.
نحتاج تهذيب النفوس، ونشر الثقافة الإسلامية وفق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ان نقلد الغرب والآسيويين فيما يوافق تعاليمنا الدينية الحقة، ان نغير الترندات لما يخدم المجتمع وننشر ثقافة الأمة الإسلامية، وان نبادر لنصرة القدس وان كان بالهشتاغ وغيرها.
نعيش انهيار القيم والاخلاق، خروج عن المألوف وما هو يجب ان يكون والواقع المعاش، هناك تشتيت الانتباه لما هو أهم والاقتصار على تضييع اعمارنا في متاهات ودروب الفوضى والنفق الضيق ولم نعد نستطيع الخروج للأفق الرحب.
بدأنا نستشعر فتور مستوى المتعلمين وكذلك سيادة التشاؤم وخطاب الكراهية ودخلنا منعرج التنمر وتداعياته النفسية والاجتماعية ، نرصد كثرت الحديث عن الهجرة خارج هذا الوطن الحبيب، الذي قاوم فيه المغاربة الاستعمار الغاصب وضحوا بالغالي والنفيس لنصرة الوطن والدفاع عنه بكل الامكانيات، ونتذكر مثلا على سبيل المثال لا الحصر المقاومة الريفية بزعامة محمد عبد الكريم الخطابي في معركة أنوال الخالدة، وان ما قام به كان نموذجا للمقاومة الكوبية (تشي جيفارا)، وهو ما تقوم به حماس والفصائل المقاومة الفلسطينية وغيرهم.
نحتاج أن يكون هذا الترند أمر إيجابي بكل المقاييس ومبادرة تستحق النشر والتعميم والترسيخ لتسهم في إعادة التأسيس لعلاقة سليمة بين المدرس والمتعلمين، مبادرة بسيطة برسائل معنوية قوية، دون اغفال أن المدرس هو الموظف الوحيد الذي له علاقته تختلف بالمرتفقين الآخرين، حيث أن المتعلمين يدرسون في أغلب ايام الاسبوع ولمدة سنة كاملة وفي (فصول السنة صيفا-خريفا-وشتاء وربيعا)، ومن الممكن تدريسه لسنوات، وهنا يمكن أن تنشأ علاقة شخصية وليست فقط مهنية ممكن يكون فيها العرفان وقد تكون علاقة نفور.
من هنا نستحضر أن هذا الترند اكد على أن للمدرس قيمة وحضور فهو يساعد على التعليم والتوعية وينشر القيم الإنسانية ويسهم في التربية، وان طرق تعامل المدرسين دور كبير في تحبيب المادة للمتعلمين أو العكس. وبالمقابل على المتعلمين منح الاحترام والتقدير لمن يدرسونهم، وعليه أن يستحضروا أنهم قادة المستقبل وهم من يبنون الوطن وعليهم بالدراسة ووضع أهداف لمسار دراستهم ومستقبلهم.
لنطرح تساؤلات عميقة، هل نجح هذا الترند في المغرب؟ وهل فعل علاقة المتعلمين بمدرسيهم والعكس علاقة احترام؟ وهل هو ترند سيحقق قيمة للمدرسين أم مرحلة عابرة؟ وهل وصل بنا الأمر لتبعية والتقليد لنقف على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الذي ادماناه واثر فينا سلبيا؟.

شاهد أيضاً

محمد خليفة يكتب: الأسد الأفريقي والعلاقة بين أمريكا والمغرب

بقلم محمد خليفة (*) ليست مناورات الأسد الأفريقي التي تنعقد بالتعاون بين القوات المسلحة الأمريكية …