أعلنت شركة بالياريا (BALEÀRIA)، خلال مشاركتها في معرض السياحة الدولي Fitur، اليوم الخميس 23 يناير 2025، عن إطلاق مشروعها الرائد لإطلاق أول ممر بحري صديق للبيئة بين المغرب وإسبانيا.
مشروع رائد للتنقل المستدام
وفي بلاغ لها توصل موقع “المستقبل24” بنسخة منه، كشفت بالياريا أن المشروع يتضمن تشغيل عبارتين سريعتين تعملان بالكهرباء بنسبة 100%، مما يتيح رحلات خالية من الانبعاثات تمامًا بين ميناء طريفة الإسباني وميناء طنجة-المدينة المغربي.
وفي حديثه خلال الحدث، أكد رئيس الشركة، أدولفو أوتور، أن هذا المشروع يمثل طفرة تكنولوجية وبيئية في قطاع النقل البحري. وقال: “هذا المشروع العام-الخاص يتيح لنا ولأول مرة إجراء رحلات بحرية تعتمد بالكامل على الطاقة الكهربائية، وبدون أي انبعاثات على الإطلاق، ما يساهم في تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الأثر الكربوني.”
عقد إدارة طويل الأجل
وأوضحت شركة بالياريا أنها حصلت، في شهر دجنبر 2024، على عقد إدارة الخط البحري “طريفة – طنجة المدينة” لمدة 15 عامًا من الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء (APBA)، مع إعطاء الأولوية لمعايير بيئية وتقنية صارمة. وأوضح أوتور أن هذه الاتفاقية تعكس التزام الطرفين بالاستدامة والابتكار، مضيفًا: “نطمح إلى أن يصبح هذا الخط نموذجًا عالميًا للتنقل الحديث والمستدام.”
تقنيات متطورة وسفن مبتكرة
وذكر البلاغ أن المشروع يتضمن بناء سفينتين توأمتين في أحواض بناء السفن “أرمون” بمدينة خيخون الإسبانية خلال الثلاثين شهرًا المقبلة. وستتميز كل سفينة بقدرة كهربائية تصل إلى 16 ميجاوات، مزودة ببطاريات بسعة إجمالية تبلغ 11,500 كيلوواط/ساعة، مما يتيح للسفن قطع المسافة بأكملها بين طريفة وطنجة (18 ميلًا بحريًا) دون أي انبعاثات كربونية.
وأشار أوتور إلى أن هذه الرحلات ستكون خالية تمامًا من الكربون، وستتوافق بحلول عام 2027 مع الأهداف البيئية المقررة لعام 2050. كما أن الدفع الكهربائي للسفن سيقلل الانبعاثات تمامًا، كما سيزيل الضوضاء والاهتزازات بشكل كامل. وتشمل السفن أيضًا مولدات احتياطية تعمل بالديزل بقدرة إجمالية تبلغ 11,200 كيلوواط لاستخدامها في حالات الطوارئ.
وأورد البلاغ أنه من المخطط شحن بطاريات السفن بالكامل خلال توقفها لمدة ساعة واحدة في كل ميناء، وذلك بفضل تركيب أنظمة شحن متقدمة تشمل بطاريات أرضية بسعة 8 ميجاواط/ساعة وأذرع روبوتية متطورة متصلة بالسفن عبر أنظمة OPS (Onshore Power System).
دعم حكومي وشراكات استراتيجية
جدير بالذكر أن حفل الكشف عن المشروع شهد حضور أكثر من 300 مشارك، من بينهم شخصيات بارزة مثل خوسيه أنطونيو سانتانو، كاتب الدولة للنقل والتنقل المستدام الإسباني، وأرتورو بيرنال، وزير السياحة والعمل الخارجي في الأندلس؛ كريمة بنيعيش، سفيرة المملكة المغربية في إسبانيا؛ وخراردو لاندالوسي، رئيس الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء.
وأشاد خوسيه أنطونيو سانتانو بالمشروع، مؤكدًا أن إزالة الكربون من قطاع النقل تمثل أولوية للحكومة الإسبانية. من جانبها، أكدت كريمة بنيعيش أن هذا المشروع سيعزز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا وسيدعم ترشحهما المشترك لاستضافة كأس العالم 2030.
رؤية مستقبلية
وأورد البلاغ أن هذه المبادرة تعد ثمرة تعاون بين القطاعين العام والخاص، بمشاركة شركات كبرى مثل “كوتينافال” و“إنديسا” و“أمانديس” و“Incat Crowther”. وأكد أدولفو أوتور أن هذا المشروع يشكل نموذجًا للتنمية الاقتصادية المحلية وفتح آفاق جديدة في قطاع النقل المستدام.
من جانبه، أشار أرتورو بيرنال إلى أن المشروع يتوقع أن يجذب أكثر من 4 ملايين راكب سنويًا، مما يعزز السياحة بين البلدين. وأضاف خراردو لاندالوسي، رئيس الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء، أن المشروع يشمل استثمارات بقيمة 62 مليون يورو في كهربة الأرصفة، مما يعكس التزامًا جادًا بالتحول البيئي.
الخصائص الفنية للسفن
للإشارة، تعتمد السفن الجديدة تصميمًا مشابهًا لعبارتي “إليانور روزفلت” و“مارغريتا سالاس” مع تحسينات تكنولوجية. يبلغ عرض السفن 25 مترًا وتستوعب 804 ركاب و225 سيارة، مما يجعلها مثالية لتلبية احتياجات خط طريفة – طنجة المدينة.
نحو مستقبل أخضر
مع هذا المشروع الطموح، تثبت BALEÀRIA / بالياريا التزامها بالابتكار والتنمية المستدامة، مما يجعلها في طليعة الشركات العالمية التي تقود التحول نحو التنقل البحري الصديق للبيئة.