شهد القطاع البيطري في المغرب حادثة خطيرة أثارت استياء واسعا، بعد تعرض طبيبة بيطرية لاعتداء عنيف أثناء تأدية مهامها، مما أعاد إلى الواجهة ملف سلامة الأطباء البيطريين وحقوقهم المهنية.
وفقا لبيان صادر عن الهيئة الوطنية للأطباء البيطريين بالمغرب، فإن الطبيبة أمانة كوثر، التي تعمل كمفتشة مكلفة بتسيير أعمال المصلحة البيطرية الإقليمية بالدرويش، تعرضت لـ اعتداء جسدي ولفظي عنيف أثناء مزاولة عملها الميداني يوم الخميس 13 مارس 2025. وقد قام بهذا الاعتداء أحد التجار، في انتهاك صارخ لحقوق الأطباء البيطريين الذين يسهرون على السلامة الصحية للمواطنين عبر مراقبة جودة المنتجات الحيوانية.
وذكر البيان أن هذا الحادث أثار موجة استنكار قوية في الأوساط المهنية، حيث عبرت الهيئة الوطنية للأطباء البيطريين عن إدانتها المطلقة لهذا الفعل، وأكدت دعمها الكامل للدكتورة كوثر، مشيدة بتفانيها في أداء مهامها.
وأعلنت الهيئة تضامنها مع جميع الأطباء البيطريين الذين يتعرضون لاعتداءات أثناء تأدية عملهم، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لحماية مهنيي القطاع من أي تهديد يمس سلامتهم.
وأشار البلاغ إلى أن الهيئة السلطات المعنية قد دعت، في ظل تصاعد هذه التحديات، إلى توفير الحماية القانونية اللازمة للأطباء البيطريين، وتطبيق العقوبات الصارمة على كل من يعتدي عليهم أثناء أداء واجبهم المهني. كما أكدت أنها ستتابع هذه القضية عن كثب، وستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلا.
وأفاد البيان أن الأطباء البيطريون في المغرب يعانون من تحديات عديدة، أبرزها غياب الحماية القانونية الكافية، رغم الدور الحيوي الذي يقومون به في حماية الصحة العامة وضمان جودة المنتجات الحيوانية. ويرى المهنيون أن هذه الحوادث تفرض ضرورة إعادة النظر في القوانين المنظمة للمهنة، بما يضمن حقوق العاملين في هذا القطاع الأساسي.
وفي الختام، أوضح البيان أنه مع تصاعد المطالب بحماية الأطباء البيطريين، يبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ الجهات المختصة إجراءات حازمة لحماية هؤلاء المهنيين من المخاطر التي تواجههم أثناء أداء مهامهم؟ الأيام القادمة ستكشف مدى جدية التعاطي مع هذا الملف الذي أصبح يشغل الرأي العام المهني في المغرب.