“مدن القابضة” و”السويدي للتنمية الصناعية” تطلقان منطقة صناعية لدعم مشروع “رأس الحكمة” في مصر

أعلنت مجموعة “مدن القابضة” ش.م.خ، التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “السويدي للتنمية الصناعية” المصرية، وذلك لتطوير وتشغيل منطقة صناعية جديدة مخصصة لدعم مشروع “رأس الحكمة”، أحد أكبر مشاريع التنمية العمرانية في الساحل الشمالي لجمهورية مصر العربية.

وفي بلاغ لها توصل موقع “المستقبل24” بنسخة منه، كشفت مجموعة “مدن القابضة” أن المنطقة الصناعية الجديدة تمتد على مساحة 10 ملايين متر مربع، وتقع جنوب طريق الإسكندرية-مطروح السريع، مقابل مشروع “رأس الحكمة”. وستركز المرحلة الأولى على جذب صناعات مواد البناء اللازمة لتطوير المشروع، مما يسهم في ضمان سير الأعمال وفق الجدول الزمني المحدد، مع تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في إدارة التكاليف. كما ستعتمد المنطقة الصناعية على مواد بناء متطورة ومستدامة، مما يعزز معايير الاستدامة في المشروع.

وذكر البلاغ أن المنطقة تتميز بموقع استراتيجي يسهل الوصول منه إلى أهم الطرق والمطارات وشبكات القطار السريعة، ما يعزز سلاسل التوريد المحلية ويضمن تنفيذ المشروع بكفاءة عالية.

وأشار البلاغ إلى أن هذه الشراكة، التي تأتي في إطار التعاون بين “مدن القابضة” و”السويدي للتنمية الصناعية”، وهي من الشركات الرائدة في إنشاء وتطوير المجتمعات الصناعية المتكاملة، تهدف إلى تسريع وتيرة الأعمال التطويرية في “رأس الحكمة”، وتعكس التزام “مدن القابضة” بالتعاون مع الشركات المصرية لتنفيذ المخطط الرئيسي لهذا المشروع الضخم.

في المرحلة الحالية، يقول البلاغ، تعمل الشركتان على استقطاب المستثمرين الصناعيين والشركاء الرئيسيين، مع إعطاء الأولوية للشركات المصرية الرائدة في القطاعات الاستراتيجية. كما يتم التنسيق مع مستثمرين دوليين لإنشاء منظومة صناعية متكاملة تدعم الأهداف التنموية للمشروع وتعزز من جاذبيته الاستثمارية.

وأكد المصدر ذاته أن عدة شركات كبرى وقعت مذكرات تفاهم للمشاركة في توريد مواد البناء ودراسة إنشاء مصانع أو خطوط إنتاج في المنطقة الصناعية، ومن أبرز هذه الشركات:

السويدي إليكتريك: إحدى الشركات الرائدة عالميا في مجال المنتجات الكهربائية وحلول الطاقة والمياه.

ثري إس للخرسانة الجاهزة: التابعة لمجموعة “حسن علام”، وهي من كبار مزودي الخرسانة الجاهزة في مصر.

سيراميك رأس الخيمة: إحدى العلامات التجارية العالمية في قطاع السيراميك، والتي انطلقت من دولة الإمارات العربية المتحدة.

هايتك للخرسانات: التابعة لمجموعة “ترواجن للإنشاءات”، المزود الرائد لمنتجات الخرسانة في الإمارات.

وأورد البلاغ أن رؤية المنطقة الصناعية لا تقتصر على تلبية احتياجات مشروع “رأس الحكمة” فحسب، بل تهدف إلى إنشاء قاعدة صناعية مستدامة تدعم الأنشطة الاقتصادية على مدار العام، وتوفر آلاف فرص العمل، وتعزز الناتج المحلي الإجمالي لمصر. كما تسهم هذه المبادرة في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتجارة والصناعة، مع إمكانات كبيرة للتوسع نحو أسواق تصديرية مثل ليبيا وأوروبا.

من المتوقع، يضيف البلاغ، أن تساهم المنطقة الصناعية في خلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل جديدة خلال السنوات العشر المقبلة، مما يجعلها محورا رئيسيا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد معالي جاسم محمد بوعتابه الزعابي، رئيس دائرة المالية في أبوظبي ورئيس مجلس إدارة “مدن القابضة”، أن “الشراكة مع ’السويدي للتنمية الصناعية‘ تمثل خطوة محورية نحو تحقيق رؤية “رأس الحكمة”، وتعكس التزام “مدن” بالتعاون مع الشركات المصرية والعالمية في تنفيذ هذا المشروع الطموح الذي سيشكل تحولا نوعيا في القطاع”.

من جانبه، صرح بيل أوريجان، الرئيس التنفيذي لمجموعة “مدن القابضة”، قائلاً: “يساهم هذا التعاون في إثراء شبكتنا الواسعة من الشراكات الدولية، ونحن على ثقة بأن الاتفاقية مع “السويدي للتنمية الصناعية” ستثمر عن دعم مشروع “رأس الحكمة” بخبرات محلية مؤهلة تضمن تطوير وجهة استثنائية بكل المقاييس”.

أما المهندس محمد القماح، الرئيس التنفيذي لشركة “السويدي للتنمية الصناعية”، فقال: “نحن متحمسون للمساهمة في تطوير منطقة رأس الحكمة الصناعية، التي ستكون نموذجا للمدن الصناعية الذكية القادرة على جذب الصناعات الاستراتيجية وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص العمل والمشروعات الإنتاجية ذات القيمة المضافة”.

جدير بالذكر أن مشروع “رأس الحكمة” يغطي مساحة 170.8 مليون متر مربع، ومن المتوقع أن يستوعب عند اكتماله ما يقارب مليوني نسمة. ويشكل المشروع جزءا من استراتيجية “مدن القابضة” للتوسع الدولي وتعزيز محفظتها من الأراضي قيد التطوير خارج الإمارات.

للإشارة، تساهم هذه المبادرات في تحويل “رأس الحكمة” إلى مركز عالمي للابتكار الصناعي، بما يتماشى مع رؤية المشروع لتطوير مدينة عالمية تتمتع بأعلى معايير التنافسية في مختلف القطاعات. ويعزز ذلك موقع مصر كوجهة استثمارية رئيسية في المنطقة، ويدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المدى البعيد.