يستعد عشاق السينما في المغرب لموعد مرتقب مع الفيلم البيوغرافي “فانون”، الذي يجسد مسيرة المفكر والمناضل فرانز فانون، أحد أبرز رموز النضال ضد الاستعمار.
وفي بلاغ توصل موقع المستقبل24، فإن الفيلم، الذي أخرجه جان-كلود بارني، يقدم رؤية عميقة لمسيرة هذا الرجل الذي ترك بصمة قوية في تاريخ حركات التحرر، ومن المقرر عرضه في القاعات السينمائية المغربية ابتداء من 11 أبريل 2025، بعد عرضه الأول في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وذكر البلاغ أن الفيلم يركز على تجربة فرانز فانون كطبيب نفسي في الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي، حيث عاين عن كثب آثار العنف الاستعماري على الصحة النفسية للجزائريين. هذه التجربة دفعت فانون إلى الانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، ليصبح أحد الأصوات الداعية إلى التحرر والانعتاق من الاستعمار. من خلال حبكة مشوقة وأداء قوي، يسعى الفيلم إلى إحياء فكر فانون الذي لا يزال مؤثراً في النقاشات حول الهوية، العدالة الاجتماعية، والمقاومة في العالم المعاصر.
وأشار البلاغ إلى أن الممثل ألكسندر بوييه يجسد دور فانون، مقدما أداء استثنائيا يعكس التحديات الفكرية والنفسية التي واجهها هذا المناضل. تشاركه البطولة ديبورا فرانسوا في دور جوزي فانون، الزوجة المساندة والداعمة لنضاله، فيما يقدم ستانيسلاس ميرار دور الرقيب رولاند، الذي يعكس تناقضات السلطة الاستعمارية. إلى جانبهم، يضم طاقم التمثيل أسماء لامعة مثل مهدي سنوسي، أوليفييه غورميه، وسالم كالي، الذين يجسدون شخصيات مؤثرة في حياة فانون.
وأورد المصدر ذاته أن الفيلم تم إنتاجه برؤية سينمائية دقيقة، حيث حرص المخرج جان-كلود بارني على نقل روح المرحلة من خلال تصوير مشاهد في مواقع تعكس البيئة التي عاش فيها فانون، رغم التحديات التي واجهها الفريق، بما في ذلك استبدال مواقع التصوير الجزائرية بمواقع في تونس ولوكسمبورغ. يجمع الفيلم بين التوثيق الدقيق والأسلوب السينمائي الدرامي، مما يضفي عليه طابعا مشحونا بالعاطفة والواقعية.
جدير بالذكر أن هذا العمل يأتي ليعيد إحياء أفكار فانون، التي لا تزال تجد صدى في زمننا الحالي، خاصة فيما يتعلق بالصراع ضد التمييز والعنصرية والاستعمار الحديث. يتيح “فانون” للجمهور فرصة فريدة للتأمل في ماضي الاستعمار وتأثيره المستمر، مقدما تجربة سينمائية عميقة ومؤثرة تلامس قضايا العدالة والحرية. من خلال مزيج من الأداء القوي والإخراج المتقن، يمثل الفيلم شهادة سينمائية على مسيرة أحد أبرز المفكرين الثوريين في القرن العشرين.