أخبار عاجلة

ثلاث نساء مغربيات في المهجر… وجوه مشرفة تسجل مواقف شجاعة في زمن التخاذل

في زمن تكاد تهيمن فيه الأصوات الخافتة والمواقف الرمادية، تبرز ثلاث نساء من أصول مغربية، ليرفعن صوت الكرامة والعدالة من قلب مؤسسات دولية كبرى، متحديات التيار السائد ومقدمات نماذج مشرقة لما يمكن أن تكون عليه المرأة المغربية حين تمتلك الجرأة والمبدأ.

1. هالة غريط – صوت الكرامة من واشنطن
من داخل وزارة الخارجية الأمريكية، رفضت هالة غريط أن تكون مجرد ناطقة تنقل الرواية الرسمية لتبرير العدوان على غزة. وعندما طُلب منها تبني تصريحات تبرر القتل والتطهير العرقي، أعلنت استقالتها بشجاعة، مؤكدة أن “الكرامة لا تساوم”، وأنها ترفض أن تكون شريكة في تزييف الحقيقة أو تبرير المجازر بحق المدنيين.
موقف غريط يمثل نموذجا نادرا في الدبلوماسية العالمية، ويجسد روح التمكين النسائي الحقيقي حين تتجاوز المرأة سقف التمثيل الشكلي إلى معترك القرار الأخلاقي والإنساني.

2. نورة أشهبار – حين تصدح العدالة في وجه العنصرية
في هولندا، رفضت نورة أشهبار، وزيرة المالية السابقة ذات الجذور المغربية، أن تظل صامتة أمام تصريحات عنصرية فجة ضد الجالية المغربية. انسحبت من الحكومة معلنة أن لا مكان لها في منظومة لا تحترم قيم المساواة والكرامة الإنسانية.
أشهبار، المعروفة بكفاءتها السياسية، أعادت تعريف دور القيادات النسائية في المهجر، وربطت بين العمل السياسي والموقف الأخلاقي دون تردد أو حسابات انتخابية ضيقة.

3. ابتهال أبو السعد – التقنية في خدمة القيم
في قلب عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت، وقفت المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد لتوقف خطاب مدير قسم الذكاء الاصطناعي، معلنة رفضها لتورط الشركة في دعم أنظمة تستخدم في استهداف المدنيين في غزة. خرجت عن البروتوكول في لحظة فارقة، لتعلن أن التكنولوجيا لا يجب أن تكون أداة في يد قوى الظلم والعدوان.
موقفها جسّد بوضوح كيف يمكن لـ المرأة المحجبة والمسلمة في بيئة دولية أن تكون صوتًا عاليًا للحق، وأن تمارس دورها كمواطنة عالمية تتحمل مسؤوليتها الإنسانية.

نساء المغرب: من التمثيل إلى التأثير

هؤلاء النساء الثلاث لم يطلبن تصفيقًا ولا مكانًا في العناوين الرنانة، بل اخترن أن يسجلن أسماءهن في سجل الشرف الإنساني بمواقف حقيقية، صلبة، وصادقة. ورغم غياب أسمائهن عن الإعلام التقليدي و”الصحافة الصفراء”، إلا أن حضورهن في الضمير العالمي يظل راسخًا.

إن قصص هالة غريط، نورة أشهبار، وابتهال أبو السعد، تؤكد أن المرأة المغربية في المهجر قادرة ليس فقط على النجاح المهني، بل على التأثير الأخلاقي والسياسي في أرفع مؤسسات القرار العالمي. وهو ما يعكس عمق الانتماء وروح التضامن التي تربط الجالية المغربية بالخارج بقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وفي زمن اختلطت فيه المعايير، تقدم هؤلاء النساء درسًا مجانيًا في معنى التمكين الحقيقي للمرأة، حيث لا مكان للتفاهة أو التملق، بل للموقف والمبدأ والضمير الحي.

شاهد أيضاً

توقيف مؤقت لحركة السير بسبب إزالة جسر الراجلين بطريق الدار البيضاء المداري انطلاقاً من 16 أبريل

أعلنت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أنها ستباشر أشغال تفكيك وإزالة جسر الراجلين المتواجد على …