أعلنت شركة SecDojo المتخصصة في التدريب السيبراني عن توقيع شراكة استراتيجية مع الوكالة الوطنية لتطوير تكنولوجيا المعلومات (NITDA) في نيجيريا، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني وتطوير المهارات الرقمية على المستوى الوطني. تأتي هذه الشراكة في ظل تزايد التهديدات الرقمية والحاجة الماسة إلى كفاءات تقنية قادرة على حماية البنية التحتية الرقمية ومواكبة التحول الرقمي المتسارع.
وفي بلاغ لها توصل موقع “المستقل24” بنسخة منه، كشفت شركة SecDojo أنه سيتم، في إطار هذه المبادرة، إطلاق الأكاديمية النيجيرية للأمن السيبراني، التي ستعمل كمركز وطني للتميز في التدريب والبحث ومنح الشهادات في مجالات الأمن الرقمي. وستوفر الأكاديمية برامج متقدمة تركز على محاكاة التهديدات السيبرانية وتزويد الشباب النيجيري بالمهارات العملية المطلوبة في سوق العمل، مما يفتح أمامهم آفاقًا جديدة للمشاركة في سلاسل القيمة العالمية.
وذكر البلاغ أن الشراكة تشمل أيضًا تطوير إطار وطني موحد للمهارات السيبرانية، يحدد الأدوار التقنية والمهارات الأساسية والمعارف المطلوبة لكل مسار وظيفي. وسيتم دمج هذا الإطار ضمن منصة SecDojo الرقمية، مع توفير محتوى تدريبي تفاعلي ودورات مهنية تتماشى مع احتياجات السوق النيجيري. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من الجهود الرامية إلى توحيد لغة المهارات داخل قطاع الأمن السيبراني في نيجيريا، مما يسهم في تحسين التوظيف والتخطيط الاستراتيجي.
وتعتمد البرامج التدريبية المقدمة على محاكاة واقعية لبيئات تكنولوجيا المعلومات والتشغيل (IT وOT)، إلى جانب تمارين مستوحاة من سيناريوهات هجمات حقيقية، بما يسمح للمشاركين باكتساب خبرات عملية عالية المستوى. وتستهدف هذه الدورات موظفي القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، والهيئات الأكاديمية، مع التركيز على بناء مرونة رقمية مستدامة.
وفي تصريح له، أكد يونس بنزغموت، الرئيس التنفيذي لـSecDojo، أن هذه الشراكة تأتي في سياق جهود الشركة لسد النقص العالمي في الكفاءات السيبرانية، عبر تمكين جيل جديد من المتخصصين باستخدام تقنيات متقدمة في المحاكاة والتدريب. وأشار إلى أن التعاون مع NITDA، بفضل خبرتها العميقة في المشهد الرقمي النيجيري، يتيح فرصة حقيقية لتعزيز قدرات البلاد في مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة.
كما تتضمن الشراكة، يقول البلاغ، تنظيم فعاليات وطنية لتعزيز الوعي السيبراني، من بينها مؤتمرات، ورش عمل، وتمارين استجابة للأزمات، مع التركيز على الجانب الإنساني في إدارة المخاطر الرقمية. وستعمل SecDojo وNITDA على إنتاج محتوى تدريبي رقمي يعكس الخصوصية الثقافية والواقع المحلي، لضمان استمرارية التطوير المهني في مجال الأمن الرقمي.
من جهته، صرّح كاشيفو إينوا عبد اللهي، المدير العام لـNITDA، أن نيجيريا تمتلك طاقات شبابية واعدة يمكنها أن تلعب دورًا مهمًا في سد فجوة المهارات العالمية في الأمن السيبراني، مشددًا على أهمية ربط هذه الكفاءات بسوق العمل الرقمي العالمي من خلال برامج تدريب موجهة ومبتكرة.
وتُختتم هذه المبادرة بإطلاق برامج لتبادل الخبرات تشمل زيارات ميدانية ومشاريع تعاون مشتركة، مما يعزز التعلم المتبادل وتبني أفضل الممارسات بين المؤسسات النيجيرية ونظيراتها الدولية. ويُعد هذا التعاون ركيزة أساسية ضمن رؤية نيجيريا للتحول الرقمي والتنمية الاقتصادية، حيث يشكل الاستثمار في المهارات الرقمية والبنية التحتية التكنولوجية خطوة نحو مستقبل رقمي أكثر أمنًا واستدامة.