في إطار الدينامية المتواصلة لقطاع النقل واللوجستيك بالمغرب، يشكل معرض لوجيسميد 2025 حدثاً بارزاً على مستوى الساحة الاقتصادية، حيث تنعقد دورته الثانية عشرة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك خلال أيام 13 و14 و15 ماي المقبل بالمعرض الدولي للدار البيضاء.
وفي بلاغ لها توصل موقع المستقبل24 بنسخة منه، كشفت الجهة المنظمة أن المعرض يستقطب هذه السنة حوالي 150 عارضاً، ربعهم يمثلون فعاليات دولية، كما يُنتظر أن يفوق عدد الزوار المهنيين 6000 مشارك، مما يعكس مكانته المتنامية كواجهة استراتيجية لقطاع سلاسل التوريد بالمغرب وعلى مستوى البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.
وذكر البلاغ أن هذه الدورة تقام تحت شعار “سلسلة التوريد بالمغرب: صناعة في خدمة التنافسية والسيادة وتعزيز الاقتصاد”، في ظل تحديات عالمية تتسم بالتعقيد وعدم اليقين. وتبرز الخدمات اللوجستية كدعامة حيوية للاقتصاد الوطني، حيث تلعب دوراً محورياً في تقوية جاذبية الأقاليم، دعم تنافسية المقاولات، وتعزيز السيادة الاقتصادية للمملكة. ويتحول لوجيسميد تدريجياً من مجرد معرض إلى منصة مهنية متكاملة تجمع بين عرض الحلول، تعزيز الشراكات، تبادل الخبرات، وتقديم الابتكارات.
واشار البلاغ إلى أن المعرض يتميز ببرنامج غني من المؤتمرات والندوات التي ستعرف مشاركة متحدثين مرموقين، إلى جانب أنشطة موازية تسلط الضوء على الرقمنة، الابتكار، والموارد البشرية. من بين أبرز المحاور المطروحة للنقاش خلال التظاهرة: اللوجستيك الخاص بكأس العالم 2030، التحول الرقمي في سلسلة الإمداد، الذكاء الاصطناعي، إزالة الكربون من قطاعي النقل واللوجستيك، والتنقل الحضري للأشخاص والبضائع. كما سيلعب الحدث دوراً مركزياً في مواكبة التحولات الهيكلية والمهنية التي يعرفها القطاع، ويعزز تبادل أفضل الممارسات بين الفاعلين المغاربة ونظرائهم الدوليين.
تتنوع مجالات العرض خلال لوجيسميد 2025، يقول البلاغ، لتشمل كل مكونات منظومة الإمداد: النقل والخدمات اللوجستية، معدات النقل، الحلول التكنولوجية، التغليف والتوضيب، البنية التحتية، العقار الصناعي، إضافة إلى الاستشارة والتكوين والتمويل. ويتيح المعرض فضاءً مهنياً مميزاً يلتقي فيه الفاعلون الاقتصاديون بمختلف تخصصاتهم، من أجل تطوير علاقات أعمال جديدة ومواكبة الابتكارات القادرة على تحسين الأداء ومواجهة تحديات السوق.
ومن بين الفعاليات البارزة التي يشهدها الحدث، تنظيم لقاءات مهنية ثنائية، فضاء للرقمنة بشراكة مع “بورتنيت”، فضاء مخصص للتشغيل والكفاءات، وفضاء للابتكار يعرض آخر المستجدات في مجال اللوجستيك الذكي. وتؤكد هذه الأنشطة التكميلية الطابع المتكامل للمعرض الذي يسعى إلى تجسيد رؤية استراتيجية منفتحة على المستقبل.
ولعل أبرز ما يميز دورة هذا العام هو البعد الدولي المتزايد للمعرض، حيث يُنتظر حضور وفود من دول مثل إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، موريتانيا، السنغال، ساحل العاج والكاميرون. وتترجم هذه التعددية الجغرافية رغبة المشاركين في بناء شراكات استراتيجية جديدة، وتبادل الخبرات، وإبرام اتفاقيات تعاون تُعزز التكامل الإقليمي والدولي في مجال سلاسل التوريد.
وتشهد الدورة مشاركة لافتة للمهنيين الإسبان، بحضور حوالي ثلاثين عارضاً يمثلون مختلف التخصصات المرتبطة باللوجستيك والنقل. وسيتم تخصيص جناحين لهؤلاء العارضين لعرض حلولهم المتقدمة، مما يعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا في هذا القطاع الحيوي، ويؤكد عمق الروابط الاقتصادية التي تجمع بين البلدين، خاصة في ظل توجههما المشترك نحو خلق فضاء إقليمي مندمج ومبتكر.